يزور الرئيس السوداني عمر البشير مصر خلال يومي 18 و19 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، وذلك وفق ما أعلنه سفير الخرطوم لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم. وقال السفير السوداني إن «زيارة الرئيس البشير ستعطى انطلاقة جديدة لعلاقات البلدين الشقيقين فى كل المجالات». وأضاف أن اجتماع وزير الخارجية السوداني علي كرتي بنظيره المصري سامح شكري الذي عُقد أول من أمس، في مقر وزارة الخارجية المصرية «عكس رغبة البلدين الشقيقين والتزامهما الكامل بتعزيز علاقات التعاون بينهما في المجالات كافة». وتابع أن كرتي وسامح «اتفقا على ضرورة تعزيز الهياكل المؤسساتية لعلاقات التعاون الثنائي بين البلدين لإضفاء الفعالية عليها لتحقيق الانطلاق المبتغى لتلك العلاقات»، لافتاً إلى أنه تقرر عقد اجتماعات مشتركة في الخرطوم عقب الزيارة المرتقبة للبشير إلى القاهرة بمشاركة الوزراء المعنيين لبحث السبل التي تفضي إلى تحسين العلاقات الثنائية. وأشار السفير السوداني إلى أن الجانبين «عبرا عن رضاهما عن سير المفاوضات الخاصة بسد النهضة، على خلفية النتائج الإيجابية لاجتماعات الخرطوم واجتماع أديس أبابا، كما تطرقا إلى الأوضاع المتدهورة فى الشقيقة ليبيا على ضوء الجهود التي تقوم بها مجموعة دول الجوار لمعالجة تلك المشكلة». يُذكر أن النزاع حول مثلث حلايب وشلاتين يعكّر صفو العلاقات المصرية السودانية، نظراً لوجود ادعاءين متعارضين لموضوع خط الحدود. كما أثار صدور قرار من الحكومة السودانية باعتبار منطقة «حلايب وشلاتين» دائرة انتخابية سودانية في انتخابات العام المقبل، غضباً واسعاً لدى دوائر سياسية وشعبية في القاهرة. وذكرت تقارير سودانية رسمية في أيار (مايو) الماضي، أن قوة من مشاة البحرية السودانية عادت إلى «المرابطة» في حلايب، مؤكدة استعدادها ل «الفداء والتضحية في سيادة الوطن». إلا أنه رغم هذا التباين في وجهات النظر بين الجانبين حول أحقية كل منهما للسيادة على هذه المنطقة، فإن أياً من البلدين لم يتخذ أي خطوة في اتجاه عرض هذه المشكلة على «محكمة العدل الدولية» أو أي من محاكم التحكيم الدولية، كما لم ينشأ بينهما أي نزاع مسلح هناك. من جهة أخرى، تستضيف القاهرة حالياً زعيم حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي، الذي أعلن أنه سيعمل على إسقاط نظام الخرطوم من العاصمة المصرية، وذلك رغم رفض مصر في وقت سابق استضافة المؤتمر العام للجبهة الوطنية المعارضة بقيادة علي محمود حسنين، الأمر الذي اعتبرته الحكومة السودانية «سابقة إيجابية» في منع المعارضين السودانيين من إقامة أنشطة معادية لنظام الحكم في الخرطوم.