كشف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه أوعز بزيادة الطلعات الجوية للطيران فوق مواقع «داعش»، وأكد أن بلاده «تتعرض إلى هجمة إرهابية شرسة»، فيما دعا نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي أهالي الموصل الذين يرزحون تحت سلطة «داعش» منذ حزيران (يونيو) الماضي، إلى التماسك، ووعدهم بأن «يوم الخلاص ليس ببعيد». وقال العبادي خلال لقائه مجموعة من الصحافيين، الليلة قبل الماضية، إن «العراق يتعرض إلى هجمة ارهابية شرسة من قبل عصابات داعش، جزء كبير منها اعلامي ونفسي مما يتطلب من وسائل الإعلام أن تتوخى الدقة والصدقية في نقل الحقائق، فالعدو يريد تمرير مخططاته وإرعاب المواطنين». وأشار إلى أن «الارهابيين يستخدمون الاشاعة في بث روح الاحباط لدى مقاتلينا في جبهات القتال، ولذلك فإن الكلمة إذا ما أُسيء استخدامها فإنها ستكون طلقة في جسد أبناء قواتنا المسلحة، وللأسف فإن بعض وسائل الاعلام انجرّ إلى هذه المخططات». وحول قراره وقف القصف الجوي على المناطق المحتلة من قبل «داعش» والذي اثار جدلاً، قال إنه وجّه «بزيادة الطلعات الجوية لطيران الجيش لغرض استهداف مواقع تنظيم داعش الارهابي»، ولفت إلى أن «قرار ايقاف القصف الجوي كان للأهداف التي لا تكون دقيقة لا سيما المواقع التي يتخذها داعش داخل المدن السكنية، وبذلك تصبح أرواح المدنيين معرضة للخطر». وأضاف: «صدرت توجيهات للأجهزة الامنية تقضي بتوخي الحذر والدقة خلال تنفيذ عمليات الاعتقال بحق الإرهابيين»، مشيراً إلى أن تلك التوجيهات تقضي باعتقال الارهابي أو الشخص المطلوب للقانون «من دون التعرض لعائلته او لأهالي منطقته». وأفاد بيان صادر من مكتب العبادي أن «رئيس الوزراء استقبل الشيخ عبدالله عجيل الياور وعدداً من شيوخ عشائر شمر بمنطقة ربيعة، التابعة الى محافظة نينوى، وبحث معهم التطورات الأمنية الأخيرة في منطقة ربيعة والانتصارات المتحققة من قبل القوات الامنية والحشد الشعبي والعشائر وجميع القوات المرابطة في ساحات القتال على المجاميع الارهابية وآلية الدعم الحكومي المقدم لتحرير الموصل من براثن تنظيم داعش الارهابي». وأمر العبادي بتشكيل لجنة خاصة لتعويض العوائل عن المساكن المدمرة في منطقة ربيعة واعطاء المنح للعوائل المهجرة منها كما اوعز بتعويض شهداء عشائر شمر في ربيعة الذين قاتلوا تنظيم «داعش». من جانبه، دعا النجيفي، في بيان أمس، أهالي الموصل إلى «التماسك والتوحد لتفويت الفرصة أمام أعدائهم للنيل من نسيجهم الذي صقلته السنين»، وطالبهم ب «الوقوف بوجه هذه العصابات والاستعداد ليوم الخلاص النهائي وهو يوم غير بعيد بهمة الرجال المخلصين المضحين الذين يحملون الموصل وقيمها في قلوبهم وضمائرهم». واستنكر «عمليات القتل الممنهج الذي تمارسه عصابات داعش الاجرامية وبخاصة في محافظة نينوى حيث راحت ضحية جرائمهم شخصيات نسائية ذات تأثير فاعل في المجتمع الموصلي ومنهن طبيبات وبرلمانيات وقادة مجتمع مدني»، وعدّها «دلالة مؤكدة على استهانة بالقيم والأعراف والدين». إلى ذلك، قال النائب شاخوان عبدالله، رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية، في تصريحات أمس، «كلما تم الاسرع بتشكيل الحرس الوطني سينعكس ايجابياً على طرد داعش بشكل سريع، لأن هذه القوات سيتعاطف معها اهالي المحافظات، بخاصة وانها مشكلة من ابنائها، مما ستكون هناك بوادر للانتفاضة على هذا التنظيم الارهابي». وشدد على ضرورة أن «تشكيل هذه القوات يجب أن يكون في المحافظات الثلاث نينوى وصلاح الدين والانبار، وليس في المناطق الآمنة التي تقع تحت سيطرة قوات البيشمركة»، مؤكداً «عدم وجود خشية لدى المكوّن الكردي من تشكيل قوات سنّية لمحاربة تنظيم داعش وطرده من المحافظات الغربية».