عززت اوروبا والولايات المتحدة اجراءات الوقاية من احتمال انتشار فيروس «ايبولا» الى خارج دول ليبيريا وسيراليون وغينيا في غرب افريقيا والتي توفي فيها 3900 مصاب بالفيروس منذ آذار (مارس) الماضي، فيما تدهور الوضع الصحي للممرضة تيريزا روميرو، اول مصابة في اسبانيا وأوروبا، وقال اطباء انها «تصارع الموت». وأُدخل مستشفى كارلوس الثالث في مدريد، حيث تعالج روميرو (44 سنة) 14 شخصاً على علاقة بها، في اطار إجراءات وقائية، علماً ان وزيرة الصحة اجتمعت امس مع مسؤولي القطاع في مناطق البلاد ال17 التي تدير كل منها شؤون الصحة في شكل مستقل. وفي وقت يكاد المركز الرئيس لمعالجة الامراض في غينيا والتابع لمنظمة «اطباء بلا حدود» ان يقترب من الامتلاء الكامل، بدأ عاملو الصحة في ليبيريا تحركاً للمطالبة بتعويض عن خطر اصابتهم بالفيروس. وفي نيويورك، نفذ حوالى مئتي شخص يعملون في تنظيف مراحيض الطائرات ويشعرون بالقلق من المرض، اضراباً في مطار «لاغارديا»، علماً انه يفترض ان يستأنفوا العمل بعدما خضعوا لعملية تأهيل في استخلاص للعبر من خطأ ارتُكب في دالاس، حيث توفي الاربعاء الماضي ليبيري مصاب كان أعيد الى بيته بعد وصوله من افريقيا. وجرى تدريب موظفي الهاتف للحالات الطارئة (911) على طرح اسئلة محددة لرصد بعض الأمراض. وبدءاً من اليوم، سيُعزز مطار «جي اف كينيدي» الدولي في نيويورك عمليات مراقبة المسافرين القادمين من الدول الأفريقية الثلاث الموبوءة. لكن 23 نائباً جمهورياً و3 ديموقراطيين وقّعوا رسالة بعثوها الى الرئيس باراك اوباما طالبوا فيها وزارة الخارجية بفرض حظر على السفر وتقييد منح تأشيرات الى مواطني غينياوليبيريا وسيراليون. وأوردت الرسالة ان «منظمة الصحة العالمية تضم موظفين غير منتخبين ومعينين لدواعٍ سياسية من دول أجنبية، وليس من واجبها بخلافنا حماية أرواح الأميركيين ورفاهيتهم». كذلك، قررت لندن تعزيز عمليات كشف الأمراض في مطاري «هيثرو» و «غاتويك»، عبر طرح اسئلة على المسافرين عن الدول التي زاروها اخيراً. وقد تتخذ اجراءات للمراقبة الطبية. وستُعلن فرنسا اجراءات جديدة بسرعة. وذلك غداة اغلاق مدرسة ابتدائية تستقبل اطفالاً قدِموا من غينيا في احدى ضواحي باريس نحو ساعة ونصف الساعة، إثر توعك فتى قدم من غينيا تبين لاحقاً انه غير مصاب بالفيروس. في مقدونيا، شددت السلطات اجراءات الأمن في المطار والمستشفيات إثر وفاة بريطاني بعد ساعات من نقله الى مستشفى للاشتباه بإصابته ب «ايبولا» في العاصمة سكوبيا، حيث اغلقت ايضاً فندقاً مكث فيه المتوفى، وعزلت موظفيه وبريطانياً آخر. وأوضحت وزارة الصحة ان الرجل وصل الى سكوبيا قادماً من بريطانيا في الثاني من الشهر الجاري، ونقل اول من أمس الى المستشفى حيث توفي بعد بضع ساعات. لكن لم يعرف إذا كان المتوفى سافر الى غرب افريقيا اخيراً. في تشيخيا، اعلن وزير الصحة سفاتوبولوك نيميسيك ان الفحوص أثبتت خلو مواطن في ال56 من العمر يُعالج في مستشفى بولوفكا في العاصمة براغ من فيروس «ايبولا»، مشيراً الى الاشتباه بإصابة المريض بملاريا. وأول من امس، اعلنت وزيرة الصحة الكندية رونا امبروز ان 800 ألف جرعة من لقاح «في اس في-اي بي او في» التجريبي ضد «ايبولا» كانت قدمتها اوتاوا الى منظمة الصحة العالمية قبل نحو شهرين، ما زالت في كندا لأن المنظمة لم تقرر إذا كانت ستستخدمها.