تتوقع الممثلة السورية الشابة مديحة كنيفاتي النجومية، لكنها لا تستعجلها كيفما كان، بل تحبذ الخطوات الثابتة، لا سيما أنها تعرف، أن جمالها «الصارخ» سيف ذو حدين. تقول في حديث إلى «الحياة» إن «الجمال يساعد، إلا أنه لا يساوي شيئاً في الفن من دون الموهبة، وعلى العكس، قد يتحول إلى نقمة أو تهمة، لذا يتطلب التمثيل من الممثلة الجميلة مجهوداً مضاعفاً». وتلفت إلى تمتع كل ممثل بحضوره الخاص واستفادته منه، مضيفةً أن «الجمال أو العمر أو أي صفة في الشكل، توظف درامياً وفق الدور، وهنا لا يختلف الجمال عن أي ميزة أخرى». وباتت الشابة التي شقت طريقها في التمثيل منذ 2005، أكثر انتقائية في اختيارها الأدوار. في الموسم الحالي، تفضل الإبتعاد عن أعمال «البيئة الشامية» بعدما شاركت في العديد منها، لأنها أصبحت «مكررة» برأيها، لذا تفضل الدراما المعاصرة، وتستعد لرمضان المقبل، فتبدأ قريباً تصوير مشاهدها في مسلسل «في ظروف غامضة» بعدسة المخرج المثنى صبح وكتابة فادي قوشقجي وإنتاج «سما الفن». وتجسد فيه شخصية «فاتن»، فتاة فقيرة تحب دهاناً، ترعرت بلا عائلة، وكبرت في محيط دفعها إلى العمل مرغمةً «بائعة هوى» الى أن تقع تحت رحمة ضابط كبير، يستغلها لتحقيق مكاسبه ومصالحه. تتحدث كنيفاتي عن الدور «بخجل طفولي» واصفة «فاتن» بأنها «فتاة تأخذ المال لتفعل أشياء مو منيحة (سيئة)». وتشير إلى أن «الجمهور سيتعاطف معها لأنها سلكت الطريق الخاطىء ظلماً وقهراً من دون أن تملك أي خيار آخر». ولا تخفي ترددها في تقديم هكذا شخصية قائلةً: «قلقت كثيراً في البداية من تأديتها، لكنّ ثقتي في كيفية إظهار المخرج للدور كبيرة، لا سيما أنه يتطلب نوعية خاصة من السلوك واللباس». هذا العام أيضاً، تشارك كنيفاتي في مسلسل «صرخة روح 3»، من خلال بطولة خماسية «عاشقة الورد» مع الممثل عبدالمنعم عمايري، وإخراج إياد نحاس، وفكرة يامن ست البنين، وسيناريو وحوار ناديا الأحمر، حيث تؤدي دور دلع «فتاة قوية تخطف رجلاً من زوجته الى أن يصاب بالجنون ويصبح مهووساً»، وفق تعبيرها. وفي سياق متصل، أنهت كنيفاتي أخيراً تصوير مشاهدها في مسلسل «شهر زمان» من إخراج وكتابة زهير قنوع، مؤدية دور «سلام، الفتاة البسيطة التي تهرب من حلب إلى دمشق بسبب الأزمة وتعمل كنادلة في أحد المطاعم لتأمين قوت يومها». وعلى رغم ابتعادها نسبياً عن «الكوميديا»، إلا أن «بقعة ضوء» يمثل استثناء. توضح: «لا أميل للكوميديا، ولكن ل»بقعة ضوء» أهمية كبيرة ونكهة خاصة لديّ دفعتني للمشاركة فيه من دون أي تفكير، فهو من الأعمال المهمّة التي أواظب على مشاهدتها كل عام، والتي أصبحت مشروعاً سورياً وليس مجرد مسلسل». وأما من ناحية حياتها الخاصة، فتسر كنيفاتي مازحةً أنها إلى جانب «جهلها بالطبخ»، منشغلة بالتمثيل عن الحياة العاطفية، «لا حبيب ولا وجع قلب». وتحرص على تمضية أكثر وقت ممكن مع العائلة في هذه الظروف، مشيرةً إلى «اشتياقها إلى المناطق السورية التي حرمتها الأزمة من زيارتها». وفي هذا الإطار، تتابع الأحداث السياسية، وأكثر ما يشد اهتمامها حالياً «مأساة» مدينة عين عرب (كوباني) وبخاصة فتياتها. ترى الشابة السورية في النساء اللواتي يحاربن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) «القوّة والصبر والإصرار القويّ الذي لا ينهزم»، متمنيّةً لو كان بإمكانها مشاركتهن محنتهنّ. تقول بألم: «الكلام سهل، ولكن على رغم قلبي الضعيف ازاء العنف، لو كان بإمكاني لحاربت إلى جانبهن، أو على الأقل أنا مستعدة لمساعدتهن بأي طريقة متاحة». وأما من ناحية زميلاتها السوريات، فترى كنيفاتي أن «الوقت الآن لها ولبنات جيلها اللواتي تعتز بهن مثل ميسون أبو أسعد وكندا حنّا وهبة نور وميرنا شلفون وأخريات». يذكر أن الممثلة السورية «تخلت عن المعهد العالي للفنون في دمشق إثر مشكلة مع أحد الأساتذة أثناء دراستها»، ولم تعد إلى التمثيل إلا «عن طريق صدفة رسمت مسار حياتها باتجاه الفن».