أكمل «تويتر» في 21 آذار (مارس) الماضي عامه السابع منذ أول تغريدة كُتبت فيه، تغريدة واحدة فقط كُتبت في ذلك اليوم من مؤسس الموقع الشاب جاك دورسي، واليوم بعد مرور سبعة أعوام على تلك التغريدة هناك أكثر من 400 مليون تغريدة تُكتب حول العالم يومياً. المؤسس الشاب باختراعه موقع التدوين المصغر «تويتر» ألهم الملايين حول العالم وغيّر حياة الكثيرين منهم. وفي السعودية اليوم، يوجد لدينا أكثر من ثلاثة ملايين مغرد معظمهم من فئة الشباب، تأثروا كغيرهم في بلدان العالم بهذا الموقع، لكن ما مدى تأثرهم به؟ استطلعت «الحياة» آراء بعض المغردين في «تويتر» عن ماذا أضاف لهم هذا الموقع ؟ وكيف تعاملوا معه؟ نواف العبدالكريم (أكثر من 63 ألف متابع). يعتقد أن «تويتر» قد يكون لدى بعض المجتمعات التي لا تعترف بالأسقف الرقابية مجرد وسيلة إضافية للتعبير، لكنه بالنسبة له يختلف: «كفرد خرج من مجتمع يصحبه فيه حاجز الحدود الإعلامية والخطوط الحمراء من أولى مراحل التعليم، لكن بالتأكيد تويتر يختلف، فمنذ دخول الإنترنت إلى السعودية لم تنجح منتديات الحوار أو شبكات التواصل الاجتماعي في جمع الأطياف الفكرية المختلفة تحت سقف واحد كما فعل تويتر». وأضاف أنه كان في بادئ الأمر يقوم بإلغاء متابعة مَن يختلف مع توجهاتهم الفكرية، لكن: «مع مرور الوقت بدأت أستمتع بترويض نفسي على تقبّل الآراء كافة، لأن رفضي لها في النهاية لا يلغي من وجودها، بعد تويتر أنا اليوم أكثر انفتاحاً على عقول الآخرين وأكثر تسامحاً مع مَن يختلف معي حتى في حياتي العادية». ولم يخفِ العبدالكريم الجوانب السلبية التي يجب وضعها في الحسبان: «الشغف بهذه الحياة الافتراضية كان ولا يزال يقتطع جزءاً من حياتي اليومية، ذلك الانغماس الذي هو حقاً باهظ الضريبة، إذ إن كل لحظة جميلة كنت أقضيها في تويتر كانت على حساب جوانب إنسانية ذات أهمية على مستوى العائلة أو المجتمع أو الأصدقاء». أما ولاء فاضل التي استطاعت من خلال «تويتر» تسويق مشروعها «الرسم على الملابس» إلى أكثر من 20 ألف متابع فتقول: «تويتر ساعدني على التواصل مع شريحة كبيرة من الزبائن، وعرفني على عدد كبير من الأشخاص كالإعلاميين والفنانين الذين وقفوا معي ودعموا مشروعي الذي أصبح حياتي». تقول ولاء إن «تويتر» علمها أن تحكم على الناس من خلال أفكارهم: «على الصعيد الشخصي تويتر جعلني أكتشف الناس من خلال أفكارهم وليس كيف تبدو أشكالهم أو الطريقة التي يتحدثون بها، في تويتر هنا الأفكار تعرفك على الآخرين». الأخصائية الاجتماعية أماني العجلان التي تنشط في طرح القضايا الاجتماعية، كان لها تجربة مع «تويتر»: «حين دخلت تويتر في يناير 2011 لم أكن أملك سوى الكلمة ولم أعلم حينها أني سأقف اليوم وأنا أحمل وسام شرف متابعة 70 ألف شخص تعرفوا عليّ من خلال 140 حرفاً». ولم تنسَ العجلان أنها أخصائية اجتماعية، ولطالما شعرت بواجب أن تفيد مجتمعها كما تحب أن تعبّر: «واجبي أن أُفيد مجتمعي، أسهمت في نشر قانون الحماية من الجرائم المعلوماتية بعد أن تعرضت لموقف انتحال شخصية عبر تويتر، وعملت على التوعية بطرق الوقاية من الابتزاز الإلكتروني، وتحدثت عن حماية الأطفال والمراهقين خصوصاً من التحرش الجنسي». أماني اليوم تعمل على مبادرة تطوعية تحمل اسم: «مشاريع شبابية» وتضيف: «نسعى من خلال هذه المبادرة على تشجيع الشباب ليطلقوا مشاريعهم الصغيرة وليستفيدوا من قوة شبكات التواصل الاجتماعية في الانتشار». تتمنى أماني أن تنتشر بين المغردين ثقافة التحقق من صحة المعلومات: «حتى لا نفقد ثقتنا بسبب كذب البعض، تويتر سلاح ذو حدين يمكن للجميع أن يختار كيف يستخدمه، لكن نحن فقط من نحدد كيف نستفيد منه». وتختم العجلان تجربتها في «تويتر»: «حتى تنجح في تويتر تحتاج إلى أن تحترم الآخر مهما اختلفت معه، وتتفاعل بإيجابية مع المستخدمين، وأن تحرص على صدقيتك أمامهم لأن قيمتك الإنسانية تحكمها كلماتك». أما عبدالكريم الحمد (أكثر من 53 ألف متابع)، الذي انتقل من كرسي المشجع الرياضي إلى كرسي الصحافي الناقد والباحث عن الإجابة، فيقول: «تويتر نقلني من مقعد الفُرجة والمتابعة إلى منصة صناعة الحدث والتأثير في الشأن الرياضي بالذات». ويتابع الحمد: «تويتر وعبر حروفه ال140 حقق لي مكاسب وفتح لي نوافذ لم تخطر على البال، في تويتر يجب عليك الاستفادة من الفرص، كذلك يجب ألا تخسر أحداً بكتاباتك وطرحك وتعاطيك مع الأحداث». ويختتم حديثه بقوله: «يقولون إن الحياة فُرص وأنا أقول في تويتر فرص». الإعلامي وليد سموم هو الآخر وجد في «تويتر» الفرصة للبروز والنجاح في مجال الإعلام، إذ يصف الدخول إلى «تويتر»، لم يكن أكثر من مجرد فضول إلكتروني عادي، لكن ما وجده في «تويتر» لم يكن عادياً: «اللغة في تويتر مختلفة تماماً وسقف حرية التعبير مرتفع جداً مقارنة بما تعودنا عليه». يرى سموم أن القضايا التي تطرح في «تويتر» لا تطرح في أي مكان غيره: «فجاءت في بالي فكرة توثيق تلك الأحداث والنقاشات التي تطرح في الشأن المحلي السعودي عن طريق مدونة باسم الأسبوع اللي فات في تويتر». وكانت المدونة الانطلاقة الإعلامية لوليد سموم، فبعد إتمام المدونة عامها الأول تحولت إلى برنامج مرئي على «يوتيوب» باسم «إيش صار في تويتر». ويضيف: «كنت في ذلك العام أعمل في كتابة برامج إذاعية وتلفزيونية وإدارة إنتاج بعض البرامج، استغرق كل هذا أقل من عامين، والآن أقوم بتأسيس شركة تسويق إلكتروني وإنتاج إعلامي، أستطيع القول إن تويتر لم يؤثر في حياتي فقط، وإنما استطاع تغيير مجراها كاملاً وفتح لي أبواب نجاح جديدة بعد فضل الله سبحانه لم أكن لأراها».