انفجرت سيارة مفخخة صباح امس في حي المزة في دمشق، وشهد مخيم اليرموك واحياء دمشق الجنوبية اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري وقوات المعارضة، ووقعت مجزرة في تلكلخ (وسط سورية) تبادل النظام ونشطاء المعارضة الاتهامات بتحمل مسؤوليتها، وأصيب صحافي الماني في حلب التي يشهد أحد أحيائها نزوحاً واسعاً. وذكرت وكالة «سانا» السورية للأنباء ان إضرام النار في ثلاث آبار نفط في محافظة دير الزور يؤدي إلى خسارة يومية تقدر ب 4670 برميلاً من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز. وذكرت مصادر محلية ان سيارة مفخخة انفجرت صباح امس في حي المزة في دمشق كان يقودها ضابط في الجمارك يدعى ثائر الشيخهاني، ما ادى الى اصابته «اصابة بليغة». وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان العبوة «زرعها ارهابيون في سيارته» بالقرب من جامع الاكرم شرق المزة. وكانت مصادر المعارضة اشارت الى ان المستهدف كان رئيس «الاتحاد العام للفلاحين» خالد خزعل. الى ذلك، أفاد نشطاء المعارضة امس بتعرض مخيم اليرموك واحياء دمشق الجنوبية الى قصف براجمات الصواريخ، واندلعت «اشتباكات عنيفة» بين «كتائب وألوية سيف الشام» والقوات النظامية في المخيم استخدمت فيها اسلحة ثقيلة. وذكر النشطاء ان 15 شخصاً قتلوا في حي دمشق على ايدي قوات النظام، في حين قام مقاتلو المعارضة باستهداف احياء موالية في محيط دمشق بينها حي عش الورور في شمال العاصمة. الى ذلك، ذكرت «سانا» ان «ارهابيين ارتكبوا الليلة (قبل) الماضية مجزرة جديدة بحق المواطنين الآمنين في مدينة تلكلخ الواقعة في ريف حمص (وسط)». وأوضح مصدر مسؤول للوكالة «ان مجموعة ارهابية اقتحمت حارة البرج وقتلت عشرة مواطنين معظمهم من الاطفال والنساء قبل أن تتدخل وحدة من قواتنا المسلحة بناء على طلب الاهالي وتتصدى للارهابيين وتقضي على معظمهم في حين لاذ الباقون بالفرار». وقال اهالي المنطقة للوكالة «ان الارهابيين اقتحموا المنازل بالاسلحة وقاموا بأعمال قتل وسلب ونهب وترويع لاهالي الحارة الآمنين بسبب رفضهم جرائم الارهابيين وايوائهم في منازلهم». ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن نشطاء في المنطقة انه تم العثور على «جثامين 11 مواطناً بينهم 8 سيدات وثلاثة رجال اعدموا ميدانياً خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ». ولم يكن بمقدور المرصد تأكيد او نفي الجهة التي ارتكبت المجزرة. وحمل مدير المرصد رامي عبدالرحمن الاممالمتحدة مسؤولية استمرار المجازر في سورية «بسبب عدم احالة ملف اي مجزرة الى محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها وقتلة الشعب السوري» مشيراً الى ان «القاتل يستمر بالقتل عندما لا يجد رادعاً». الى ذلك، أفادت «الاخبارية السورية» ب «إيقاع قتلى ومصابين في صفوف إرهابيين حاولوا التسلل من لبنان بريف تلكلخ». وأضافت أن «إرهابيين أطلقوا صاروخاً يدوي الصنع على منطقة العزيزية في حلب ما أسفر عن وقوع إصابات إضافة إلى أضرار مادية». يذكر ان السلطات السورية تصف المقاتلين المعارضين للنظام بأنهم «ارهابيون». الى ذلك، أعلنت قناة التلفزيون العامة الالمانية «ايه ار دي» مساء السبت ان الصحافي يورغ ارمبروستر اصيب بجروح خطرة بالرصاص اثناء تصوير تحقيق في مدينة حلب. وارمبروستر (65 سنة) الذي عمل لفترات طويلة مراسلاً للقناة في العديد من الدول العربية وآخرها مصر، وجد نفسه «وسط تبادل لاطلاق النار» الجمعة حين كان يصور في مدينة حلب التي تشهد معارك طاحنة، بحسب ما اعلنت القناة مساء السبت. وأضافت ان الصحافي نقل الى تركيا وحالته الآن مستقرة. وبحسب موقع «اس دبليو ار» المتفرع من القناة الالمانية العامة فإن الصحافي خضع لعملية جراحية عاجلة في مستشفى سوري قبل نقله الى تركيا. وكان يعد ريبورتاجاً عن مقاتلي المعارضة السورية وفق القناة. في غضون ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن «حي الشيخ مقصود في حلب يشهد حالات نزوح واسعة وذلك اثر سقوط عشرات القذائف على الحي» مشيراً الى ان «القصف اسفر عن سقوط جرحى وتهدم في بعض المنازل». وقال المرصد في بيان ان «اشتباكات عنيفة مستمرة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة عند جسر العوارض في شيخ مقصود شرقي والمنطقة الواقعة بين حي بستان الباشا وشيخ مقصود شرقي». وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «مئات السيارات تقل عائلات شوهدت وهي تغادر الحي». ويقطن حي الشيخ مقصود غالبية كردية، الا ان المعارك التي تدور منذ يوم الجمعة تتكثف في القسم السني غير الكردي منه والواقع في الجانب الشرقي منه، ويعد هذا الجانب استراتيجياً نظراً لاعتلائه هضبة تشرف على العاصمة الاقتصادية للبلاد. وتحاول القوات النظامية، وفق عبدالرحمن، اعادة سيطرتها على مناطق في الحي سيطر عليها مقاتلون من الكتائب المقاتلة قبل يومين وبخاصة هذا الجزء الذي يسمح للمعارضة المسلحة «بالهجوم منه على المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب». وأسفرت المعارك عن مقتل اكثر من 30 شخصاً، وفق المرصد. وقتل مقاتلون سوريون معارضون امام مسجد الشيخ مقصود، بحسب المرصد الذي نقل عن مصادر في الحي ان الشيخ «سحل بعد قتله». وتشهد مدينة حلب منذ تسعة اشهر معارك ضارية بين المعارضة المسلحة وقوات النظام من اجل السيطرة على ثاني المدن السورية. على صعيد آخر، ذكرت «سانا» ان «مجموعات إرهابية مسلحة أقدمت على إضرام النار في 3 آبار نفط في محافظة دير الزور بعد خلاف نشب بينهم على تقاسم النفط المسروق ما يؤدي إلى خسارة يومية تقدر ب 4670 برميلاً من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز». وذكر مصدر مسؤول في وزارة النفط ل «سانا» أن «المجموعات الإرهابية المسلحة تقوم بالتعدي على بعض حقول النفط بدير الزور بهدف سرقة النفط وبيعه حيث قاموا مؤخراً بفتح بعض الآبار عشوائياً واختلفوا في ما بينهم على تقاسم النفط المسروق من هذه الآبار واشعلوا النار فيها». وأشار المصدر إلى أن «هذه التعديات تسبب ضرراً وأثراً سلبياً على المكامن النفطية تعيق الاستثمار مستقبلاً وتسيء إلى عامل المردود النفطي النهائي للطبقة إضافة إلى الآثار البيئية السلبية على الانسان والكائنات الحية والمياه السطحية والجوفية والهواء». وأوضح المصدر أن «شركة الفرات للنفط تعمل على معالجة وإطفاء هذه الآبار»، مشيراً إلى أن «عدد الآبار التي تم اشعالها من قبل الإرهابيين بلغ حتى تاريخه تسع آبار حيث تمت السيطرة على الحرائق واخمادها في ست منها ولا تزال الآبار الثلاث المذكورة مشتعلة».