خلافاً لما تروجه القيادة العسكرية في اسرائيل من مخاطر اقليمية متصاعدة تهدد امن اسرائيل وسكانها وتنذر باندلاع حرب قريبة، رأت وزارة المالية ان التهديدات الاقليمية اخذة بالانحسار والاوضاع التي تشهدها الدول العربية المجاورة اضعفت جيوشها، خاصة سورية ومصر، ما يجعل التهديدات بتراجع مستمر. وفي ظل هذا الموقف يحتدم الخلاف بين وزارتي المالية والدفاع وقيادة الجيش حول التقليصات التي تنوي المالية اجراؤها، وتطالب الدفاع بزيادة ملياري شيكل. وتناولت صحيفة "يديعوت احرونوت" الابحاث التي اجرتها وزارة المالية حول الميزانية العسكرية ونقلت قول مسؤول فيها:" ان الاوضاع على الحدود المصرية والسورية لا تستدعي حال التاهب، التي يواصل الجيش الاسرائيلي الاعلان عنها، ولا حتى الجدار الذي يقام تجاه الحدود مع مصر. وفي ظل حال الضعف لدى الجيشين السوري والمصري فلا حاجة ايضاً للتاهب لاندلاع حرب مقبلة"، على حد قول المسؤول الاسرائيلي. وكان وزير المالية، يائير لبيد، التقى وزير الدفاع موشيه يعالون، واستمع منه الى تقارير حول الاوضاع الامنية، خاصة تجاه الحدود الشمالية وكذلك تجاه ايران، واوضح يعالون ان وزارته ليس فقط ترفض التقليصات بل تطالب بزيادة الميزانية العسكرية، بما يضمن الاستعداد لمواجهة المخاطر، دفاعيا وهجوميا وحماية السكان. وعبرت جهات امنية عن خشيتها من ان يلحق التقليص في الميزانية بالاضرار لمشاريع حماية الدبابات من القذائف الصاروخية المضادة لها وكذلك بمساعي التزود بعدد من بطاريات القبة الحديدية، لاعتراض الصواريخ المتوقع ان تتعرض لها اسرائيل من مختلف الجبهات. وفي معركتها تجاه وزارة المالية خرجت القيادتان العسكرية والامنية بحملة ترويج للمخاطر، وحذرت مصادر امنية من أن إيران تستطيع امتلاك قنبلة نووية في الصيف المقبل في فترة ما بين شهريْ يوليو /تموز وسبتمبر/ أيلول، من العام الحالي اذا لم يتم التصدي لها. وانتقدت المصادر التفاهمات الإسرائيلية - الأميركية الخاصة بالملف النووي الإيراني التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس باراك أوباما الى البلاد قائلةً:" إن أوباما ومستشاريه كسبوا ود رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو، لكنهم تهربوا من أي التزام بشن هجوم عسكري أميركي على إيران إذا اقتضت الضرورة" . من جهته كان قائد الجبهة الداخلية، ايال ايزنبرغ، قد اعلن ان نظام الانذار المبكر، الذي اعدته اسرائيل ضمن استعداداتها لمواجهة سقوط صواريخ، يتطلب تحسينات كبيرة لضمان مواجهة ناجحة لسقوط قذائف صاروخية او صواريخ على اسرائيل. وقال ان الجهات المسؤولة تعمل على تطوير منظومة محوسبة بهدف ان يقتصر توجيه الانذارات، لدى كشف اطلاق صاروخ باتجاه اسرائيل، على المناطق المستهدفة من هذه الصواريخ. وفي ادعاء ايزنبرغ فان دخول هذه المنظومة الى حيز التنفيذ من شانه تقليص النفقات المالية المترتبة على ضمان الاماكن الامنة والملاجئ، التي يستخدمها السكان لدى تعرض اسرائيل للصواريخ. ولفت ايزنبرغ الى ان تكاليف المنظومة، التي تتجاوز ثلاثمئة وثمانين مليون شيكل، تشكل عقبة اساسية امام انجازها وتطويرها. وكان رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، قد روج لمشاركته تدريبات سلاح البحرية، خلال عيد الفصح العبري، ومن هناك اطلق رسالة للاسرائيليين اكد فيها ان المخاطر متصاعدة تجاه اسرائيل، برا وبحرا وجوا، ما يتطلب استمرار الاستعداد لاي سيناريوهات متوقعة.