تتوالى برامج الواقع واكتشاف المواهب في عالم الغناء على الشاشات العربية، وقد تتشابه أو تختلف، لكنها تسعى كلها إلى استقطاب أكبر عدد من المشاهدين، بخاصة الشباب. البرنامج الإنكليزي «إكس فاكتور» أحد هذه الأمثلة، وقد تميز بكونه أطلق إلى النجومية ليونا ديفيس ووان ديريكسون، وهو يعرض في 41 دولة، وحاز المرتبة الأولى في كل من إنكلترا والولايات المتحدة وإيطاليا، وتتبعه الملايين في مواقع التواصل الاجتماعي. تستند فكرة البرنامج الى اختيار «العامل» - في توافق مع نظام الإقصاءات المعروف - الذي بموجبه يتم اختيار المرشح الذي يمتاز بمهارات أفضل في الصوت والمظهر والشخصية، أي أن يُقنع كما لو كان نجماً كبيراً، أو شبيهاً بهذا النجم في ما يميزه عالمياً. النسخة العربية تتضمن لجنة تحكيم من عيار ثقيل، تضم النجوم كارول سماحة وإليسا ووائل كفوري من لبنان، والمطرب الإماراتي حسين الجسمي. وهنا لا بد من ملاحظة قوة حضور الفنانين الآتين من لبنان في معظم هذا النوع من البرامج، والحق أن وجودهم أساسي، نتيجة لحضورهم الفني من جانب، وأيضا لقدرتهم على التواصل والتنشيط الحر المستقل المميز بالكفاءة في التلقين والتدريب، والذي لا يتاح لكثير من البلدان الأخرى. قناة «ميدي 1 تي في» اختارت شراء حقوق عرض هذا البرنامج في النطاق المغاربي، وهو ديدنها منذ التأسيس، إضافة إلى ثلة من القنوات العربية الكبرى («روتانا خليجية» و«سي بي سي» و «أم تي في»)، في بادرةِ تنافُسٍ تبتغي الاستحواذ على جانب من المشاهدين العرب. وبالنسبة إلى المحطة المغربية، فالهدف هو تقريب المشاهدين من أحد أبرز ما يُنتج عالمياً في ميدان التسلية، ووفق المواصفات المكرَّسة على نطاق واسع، وأيضاً فسح الفرصة أمام المغاربة لتجريب حظوظهم في الغناء، ولهذا الغرض عرضت القناة البرنامج بكل مقومات نجاحه، إعلامياً وإقليمياً. وتشارك في البرنامج مجموعة من المواهب المغربية كالعادة، وفي هذا الإطار يجب التذكير بأن الفنانة المغربية رجاء قصابني فازت في موسم يتيم سابق للبرنامج ذاته سنة 2007، نظمته «روتانا موسيقى». نجومية الحلقات الأولى للتدريب ومعسكر الأداء عرفت مشاركة مواهب سبق التعرف إليها في برامج سابقة وتغتنم فرصة جديدة للبروز والنجومية. غالبية هذه المواهب جربت حظوظها في البرنامج المحلي «استوديو دوزيم»، وها هي اليوم تحاول النجاح سيراً على درب من سبقوها ونالوا الفوز، مثل دنيا باطمة، وما التعليقات الكثيرة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلا دليل على ذلك، بما أن الصراع سيكون كبيراً وتنافسياً، وذلك بدليل الانتقادات التي توجه إليهم، وبخاصة تجاه الفنانة الرقيقة العاطفية إليسا، التي وصفها أحد التعليقات بالغيرة، رغم أنها أكبر من ذلك بكثير. لكنّ هذا يدل على قوة برامج شبابية كهذه، وعلى ما تستثيره من عواطف متناقضة من المحبب التعرف إليها، كما تجعلنا نتعرف إلى أذواق الجمهور العربي الواسع. مرة أخرى يتم البحث عن مواهب الطرب في رقعة العالم العربي طيلة موسم، وعبر سلسلة من الحلقات التشويقية مليئة بأجواء التباري وحالات الإقصاء والتأهيل والانتظار، وفيها لحظات فن عالية ومفاجآت قوية في الأداء والأصوات المنتقاة كما في الاختيارات الصعبة التي لا بد من اتخاذها. ودخول قناة مدينة طنجة الشمالية «ميدي1 تي في» في امتلاك حق العرض يثير مع ذلك السؤال: هل تقدم القناة جديداً في بث البرنامج حين نجد قنوات عربية كبرى وبإمكانات هائلة تتيح الفرصة للمشاهد المغربي متابعتها؟ مجرد سؤال، علماً أن ضيف السهرة الفنان المصري محمد فؤاد. * «ميدي 1 تي في»، «روتانا خليجية»، «سي بي سي»، «أم تي في»، 19 بتوقيت غرينتش