يتجدد التساؤل حول الدراما التلفزيونية المغربية لمناسبة حلول الشهر الفضيل. بخاصة بعد ان تم تحضير مجموعة من المسلسلات التلفزيونية التي من المفروض أن تكون في المستوى المطلوب حتى يتجاوب معها المشاهد المغربي الذي يحب مثل غيره من المشاهدين في العالم أجمع أن يرى صورته وصورة نمط حياته متواجدة بقوة في هذه المسلسلات. هكذا رأينا على سبيل المثال أن القناة التلفزيونية المغربية الثانية (دوزيم) برمجت في هذا الشهر مسلسل «دموع الرجال» وهو مسلسل اجتماعي يقوم بإخراجه حسن غنجة. وهو من بطولة كل من مصطفى الداسوكين، وفتيحة زاهير، وعبد الهادي لبنين، وسميرة جاهيد، وعبد القادر مطاع، وفاطمة تيحيحيت وفتيحة تاحيلي، وإنتاج أحمد بوعروة. وتراهن القناة من خلال هذا العمل على تقديم «دراما مغربية متكاملة تسعى الى جذب انتباه المشاهد وجعله يتفاعل مع الأحداث المقدمة فيه»، وهي أحداث تدور حول الصراع على الأرض والرغبة في الاستفراد بها من لدن الابن الأكبر، ولو عرّض مصالح باقي إخوته وأخواته للضياع. وقصة الفيلم هي كما يدل العنوان، قصة مأسوية. ومن ناحيته أعد المخرج ياسين فنان لعروض هذا الشهر مسلسل «بنات لالة منانة» الذي اقتبس عن مسرحية بنفس العنوان سبق أن تم تقديمها على خشبات المسارح المغربية ولاقت نجاحاً كبيراً. والعمل يحكي قصة ست نساء هنّ لالة منانة، وبناتها الأربع وحماتها في سلسلة تتطرق في قالب كوميدي لصراع الأجيال و «التقالي» بين النساء والغيرة المستترة والمعلنة بينهن. ويقوم نفس الطاقم الذي قام بتجسيد أدوار الشخصيات النسائية في المسرحية، بتجسيدها في هذا. ونذكر من بينهن السعدية أزكون، ونورا الصقلي، وسامية أقريو، وسعدية لديب، وهند السعديدي وسكينة لفضايلي. إضافة طبعاً إلى مجموعة من الشخصيات التي انضمت إليهن، نظراً للحبكة الدرامية وتطورها في المسلسل أكثر مما كانت عليه في المسرحية، جسدتها كل الممثلة نعيمة المشرقي ورشيدة حراق وحسنة طمطاوي. ويشارك معهن في الأدوار الرجالية كل من الممثل الفنان ياسين أحجام وإدريس الروخ وعادل أبو تراب. حين تدور الأيام والقناة التلفزيونية المغربية، «ميدي1 تي في»، تقدم في هذا الشهر الفضيل مسلسل «دارت ليام» وهو كما جاء في تعريفه «أول مسلسل تلفزيوني من إنتاج قناة ميدي 1 تي في، بمشاركة مجموعة من الممثلين الذين تم اختيارهم عبر كاستينغ، من أمثال كليلة بونعيلات، هشام بهلول، نعيمة إلياس، محمد أزناكو، سعاد العلوي إلى جانب مواهب أخرى. وهو مسلسل تلفزيوني مستوحى من واقع المجتمع المغربي، يحكي قصة نجاح، وهي فتاة شابة من أصول قروية، تخطت حواجز وعوادي الزمن، لتصبح أستاذة متفوقة في الطب. مسلسل «دارت ليام « يقدم للمشاهدين تفاصيل قصة صعود الفتاة نجاح في سلم الحياة، وكذا قصة حب جميلة عاشتها مع الغالي، وهو شاب يتحدر من عائلة مغربية كبيرة، وتخللت علاقتها به تقلبات ومتغيرات. وهذا المسلسل يقدم صوراً عن قيم مجتمعية راسخة كالعمل والإرادة والمثابرة كعوامل رئيسية للنجاح. أما القناة الأولى فتقدم الجزء الثاني من مسلسل «حديدان» من إخراج فاطمة علي بوبكدي. وهو المسلسل المغربي الذي خلف أصداء كبيرة وحقق نجاحاً باهراً لدى المشاهد المغربي عندما تم عرض الجزء الأول منه سابقاً. كما يتم ضمن برامج شهر رمضان على القناة الأولى عرض مسلسل «الراحة والسياحة» وهو من بطولة الممثل عبدالله فركوس. هذه بعض المسلسلات المغربية التي بدأ عرضها على شاشة التلفزيون المغربي في شهر رمضان، وهي إما مسسلات جديدة يتم تقدمها لأول مرة كما هو الحال مع مسلسل «دموع الرجال» أو عبارة عن تحويل عن مسرحيات ناجحة كما هو الشأن مع مسلسل «بنات لالة منانة»، أو عبارة عن أجزاء ثانية كما هو الشأن مع مسلسل «حديدان» ، وهو أمر يدعو إلى مزيد من الاهتمام بالدراما التلفزيونية المغربية وعملية الإكثار منها حتى يجد المشاهد المغربي ما يروقه منها كل حسب ذوقه واهتماماته.