قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات امس ان الحكومة الاسرائيلية ترفض استئناف مفاوضات الوضع النهائي من النقطة التي توقفت عندها. واضاف في تصريحات عقب لقائه ممثل اليابان لدى السلطة الفلسطينية هيديكي ياماموتو، ان اسرائيل ترفض ايضا تنفيذ أي من الالتزامات التي ترتبت عليها من المرحلة الأولى من «خريطة الطريق»، خصوصا وقف النشاطات الاستيطانية، بما في ذلك ما يسمى النمو الطبيعي، وإعادة الأوضاع على الأرض على ما كانت عليه في أيلول (سبتمبر) 2000، وفتح المكاتب والمؤسسات المغلقة في القدسالشرقية، ورفع الحصار والإغلاق عن الضفة الغربية وقطاع غزة والإفراج عن المعتقلين، مشددا انه لا توجد حلول وسط في شأن هذه الالتزامات. وقال عريقات ل «الحياة» ان الحكومة الاسرائيلية تعلن ان الجانب الفلسطيني هو الذي يرفض استئناف المفاوضات، لكنها هي التي اخرجت قضايا الوضع النهائي عن طاولة التفاوض، وترفض استنئاف هذه المفاوضات من النقطة التي وصلت اليها، وترفض ايضا تطبيق ما عليها من التزامات بموجب «خريطة الطريق». وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن في خطاب له حدد فيه اسس توجهات حكومته ازاء العملية السلمية ان قضتي القدس واللاجئين غير خاضعتين للتفاوض مع الفلسطينين. وفي اللقاءات الدورية مع المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل، رفض نتانياهو اي تجميد للنشاط الاستيطاني. وتأتي تصريحات عريقات هذه في وقت يترقب فيه الفلسطينيون اعلان الرئيس باراك اوباما عن مبادرته المتوقعة الشهر المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. ويجري الرئيس محمود عباس نهاية الشهر الجاري جولة في الدول العربية بحثا عن موقف عربي موحد من اي حل سلمي مقترح في مبادرة اوباما. وقال مقربون من عباس انه سيسعى في جولته هذه الى تحقيق اسهام عربي في مشروع السلام الاميركي المقبل، مشيرا الى ان الحد الادنى المقبول فلسطينياً لأي حل سياسي مقترح هو دولة فلسطينية مستقلة على كامل الاراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين. وقال عريقات ان «منظمة التحرير الفلسطينية تسعى الى تحقيق السلام على أساس انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967، بما يشمل الأراضي الفلسطينية ومنها القدسالشرقية، والجولان العربي السوري المحتل وما تبقى من الأرضي اللبنانية، إذ ان منظمة التحرير الفلسطينية تسعى الى تحقيق السلام الدائم والعادل على أساس مبادرة السلام العربية». ومن المقرر ان يلتقي ميتشل مع نتانياهو الاربعاء المقبل في لندن. وتعقب هذا اللقاء جولة لميتشل في المنطقة يبحث خلالها في الاسس الممكنة لاطلاق علمية السلام المتوقفة منذ الانتخابات الاسرائيلية وتشكيل حكومة متشددة بقيادة نتانياهو.