بعد خمس سنوات من انشقاق «جبهة التغيير» عن حركة «مجتمع السلم»، أعلنت الحركتان اللتان تمثلان تيار «الإخوان» في الجزائر وحدتهما مع التزام الشورى والتوافق في كل القرارات. ولم تشمل الخطوة الجسم الثالث في الإخوان الذي تمثله «حركة البناء الوطني» التي قال القيادي فيها عبدالقادر بن قرينة ل «لحياة» إن الوحدة «غير ممكنة من دون أفكار ورؤى وأهداف ومنهج». ووقّع أبو جرة سلطاني رئيس حركة «مجتمع السلم» وعبدالمجيد مناصرة رئيس «جبهة التغيير» أول من أمس «ميثاق وحدة» ينهي فترة خمس سنوات من الشقاق الذي برز على خلفية مشاركة سلطاني في الحكومة كوزير من دون حقيبة وانتهت بخروج مناصرة من حركة «مجتمع السلم» وتأسيس «جبهة التغيير». وأعلن الحزبان الذين يمثلان امتداداً لبعضهما «ميثاق المبادئ العامة لتحقيق الوحدة» جاء فيه ان «حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير تعلنان حرصهما على تحقيق الوحدة بين أبناء مدرسة الشيخ محفوظ نحناح». ويقضي الميثاق بتحقيق ثلاثة بنود هي: «بناء الوحدة على ركن الأخوّة وتأليف القلوب وتلاقي العقول»، وثانياً «تحقيق الوحدة والشروع في إنفاذها على أساس المنهج ومنظومة القيم والانتصار للفكرة خدمة للمشروع الأوسع ولمصلحة الدين والشعب والوطن»، وثالثاً «التزام الشورى والتوافق في كل القرارات المحققة للوحدة»، والأهم من ذلك «تأسيس لجنة من الطرفين لتجسيد هذه المبادئ العامة بمساهمة أصحاب المبادرة توكل إليها مناقشة كل التفاصيل لتحقيق الوحدة الكاملة». وذكرت مصادر ل «الحياة» أن المشروع الوحدوي لا يعني انصهار «جبهة التغيير» في الحركة الأم، موضحة ان «كل ما تسرب عن مشاركة محتملة لكوادر جبهة التغيير في المؤتمر الخامس للحركة المقرر في أول أيار (مايو) المقبل غير صحيح، وأيضاً الحديث عن اندماجهم في الهياكل المحلية والمركزية للحركة». وقال الحزبان ان «هذه الوحدة تأسست بناء على إدراك من الجميع بحاجة الأمة إلى جمع قدراتها وتوحيد جهودها بما تمليه الواجبات الشرعية والضرورات الواقعية ومن أجل توفير أجواء أكثر راحة لخدمة الدعوة الإسلامية والقيام الأمثل بالواجب الوطني، واستكمالاً لبناء الأمة وتجاوباً مع آمال المناضلين وتفاعلاً مع مبادرات العلماء والدعاة والشخصيات لجمع الصف وتوحيد الحركة». وتفيد المصادر بأن نحو عشرين شخصية من مؤسسي حركة مجتمع السلم وإطارات إسلامية اجتمعوا بسلطاني ومناصرة في أنقرة على هامش ملتقى حزب السعادة التركي في ذكرى وفاة الزعيم التركي نجم الدين أربكان، وهو اللقاء الذي ساهم فيه في شكل كبير العالم الموريتاني محمد ولد ددو، وأبدى سلطاني مرونة كبيرة وتنازلات كبيرة لتحقيق مشروع الوحدة. وقال عبدالقادر بن قرينة، القيادي في حركة البناء الوطني (قيد التأسيس)، التي خرجت بدورها من «حركة مجتمع السلم» وأغلب قادتها من رفاق سلطاني ومناصرة، أن أي وحدة بين الأحزاب التي خرجت من رحم حركة مجتمع السلم أو مع غيرها «لن تكون حقيقية ما لم تكن حول أفكار ورؤى وأهداف ومنهج».