تقفّت مجموعة من العلماء للمرة الأولى أثر حيتان زرق من المحيط المتجمد الجنوبي (أنتاركتيكا) مستخدمين تكنولوجيا سمعية لمتابعة الأصوات الصادرة عنها على ما أفادت الحكومة الأسترالية. والحيتان الزرق هي أكبر حيوانات العالم ونادراً ما ترصد في المحيط الجنوبي، إلا أن فريقاً من العلماء تمكن من تحديد مكان بعض هذه الثدييات، بعد رصد الأصوات العميقة والمعقدة الصادرة عنها. وقال وزير البيئة الأسترالي طوني بورك إن الباحثين الذين أمضوا سبعة أسابيع يعملون من على متن زوارق صغيرة وسط جليد أنتاركتيكا ذهلوا بالتصرفات اللافتة للحيتان التي رصدوها. وأوضح أن «طول حوت أنتاركتيكا الأزرق قد يصل إلى 30 متراً ووزنه إلى 180 طناً ولسانه وحده أثقل من فيل وقلبه بحجم سيارة صغيرة». وأضاف «حتى أكبر الديناصورات كان أصغر من الحوت الأزرق». وأخذ العلماء خزعات من الحيتان ووضعوا أجهزة بث عبر الأقمار الاصطناعية على حوتين من هذه الحيتان. وقالت العالمة فيرجينيا أندروز - غوف إن «هذه الأجهزة نقلت معلومات لم يسبق لنا أن حصلنا عليها حول تحركات سريعة بالطول خلال موسم التغذية الصيفي وتطوافها عند حدود الجليد في القطب الجنوبي». وأردفت أن «هذه الطريقة لدرس الحيتان الزرق كانت ناجحة وستكون مرجعاً للباحثين المختصين في حيتان أخرى عبر العالم». والمهمة الأولى لمشروع «أنتاركتيكا بلو ويل بروجيكت» قامت على نشر عوامات سمعية في بحر روس لالتقاط الأصوات الصادرة عن الحيتان الزرق التي يمكن رصدها على بعد مئات الكيلومترات. وسجل العلماء 626 ساعة على ما قال الخبير بريان ميللر. وبعد تحليلها بطريقة مباشرة «تمكن الباحثون من تحديد مكان الحيتان من خلال الأصوات الصادرة عنها وتوجيه الزورق إلى المنطقة المعنية». وقال الوزير بورك إن الدراسة أثبتت أنه من غير الضروري الإجهاز على الحيتان لإجراء أبحاث عملية عنها، في إشارة إلى مطاردة الحيتان التي تجريها اليابان سنوياً في المحيط المتجمد الجنوبي باسم البحث العلمي.