استعرض جيش ميانمار الذي حكم البلاد خمسة عقود، قواته أمس في احتفال حضرته للمرة الأولى زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي التي تعرّضت لقمع خلال حكم الجيش الذي أكد قائده احتفاظه «بدوره في السياسة الوطنية» لتعزيز «مسيرة الديموقراطية» في البلاد. سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام، والتي أمضت 15 سنة في السجن أو خاضعة لإقامة جبرية، أثناء حكم «المجلس العسكري»، شاركت في «يوم القوات المسلحة» الذي يحيي ذكرى انتفاضة ميانمار على الاستعمار الياباني عام 1945، لإنها «دُعِيت لحضوره»، كما قال ناطق باسم حزبها «الرابطة الوطنية للديموقراطية». وكانت زعيمة المعارضة التي أصبحت نائبة تؤيد إصلاحات ينفذها الرئيس ثين سين، وهو جنرال سابق، قالت في كانون الثاني (يناير) الماضي إنها تقدّر «الجيش كثيراً». واضافت: «رأيت فيه دوماً جيش والدي»، في اشارة الى الجنرال أونغ سان، بطل استقلال ميانمار، والذي قُتل اغتيالاً. وشاهدت سو تشي عرضاً عسكرياً شارك فيه أكثر من 6300 جندي، تخلّله مرور دبابات ومروحيات ومقاتلات أمام قائد الجيش الجنرال مين أونغ هلاينغ الذي أعلن ولاء الجيش لثين سين، ومساندته الإصلاحات التي ينفذها. واضاف: «سنواصل تعزيز مسيرة الديموقراطية التي تنشدها الأمة». وزاد ان «التاتماداو (جيش ميانمار) يحمي الأمة من كل الأخطار، لكنه يقوم أيضاً بدور بارز في السياسة الوطنية، انسجاماً مع ارادة الشعب، عندما تواجه الأمة نزاعات عرقية أو صراعات سياسية. علينا بناء جيشنا، حتى يكون قوياً وقادراً ومتطوراً ووطنياً». ويمنح دستور ميانمار الذي صاغه المجلس العسكري السابق، العسكريين ربع مقاعد البرلمان. ودعا حزب «الرابطة الوطنية للديموقراطية» الذي ترأسه سو تشي، الجيش إلى «المشاركة في العمل من أجل إرساء حكم القانون وإحلال السلام وتعديل الدستور» للسماح لزعيمة المعارضة بخوض انتخابات الرئاسة عام 2015. في غضون ذلك، شهدت ميانمار عنفاً جديداً بين بوذيين ومسلمين من اقلية الروهينجيا، اذ أعلنت الشرطة «تدمير مسجد ومنازل» في ناتالين في منطقة باغو وسط البلاد. حظر تجول وأوردت صحيفة «نيو لايت أوف ميانمار» الرسمية فرض حظر تجوّل من الغروب الى الفجر، في جيوبينغوك واوكفو ومينلا، «منعاً لحدوث نزاعات وشغب»، مشيرة الى توقيف عشرات الأشخاص للإشتباه بمشاركتهم في العنف. وأدى عنف ديني الى مقتل 40 شخصاً وتدمير مساجد الأسبوع الماضي في ميكتيلا وسط البلاد، وحيث اعتبر الممثل الخاص للأمم المتحدة في ميانمار فيجاي نامبيار أن ممتلكات المسلمين استُهدفِت في شكل «وحشي»، مندداً ب «دعاية تحريضية» من الجانبين. وأدت مواجهات بين بوذيين ومسلمين في ولاية راخين عام 2012، الى أكثر من 180 قتيلاً ونزوح 125 ألفاً.