يبدو أن مسلسل «سنعود بعد قليل» الذي يصوّر في لبنان متنقلاً بين طرابلس وبيروت تحت إدارة المخرج السوري الليث حجو سيجمع عدداً كبيراً من نجوم الدراما السورية المهجرين في الخارج. فالعمل الذي كتبه رافي وهبي ومن إنتاج شركة «كلاكيت»، يضم في قائمة أبطاله كندة علوش وسلافة معمار المقيمتين منذ بداية الأزمة السورية في القاهرة، وقصي خولي المقيم في أميركا منذ فترة، والثلاثة تواجدوا في دمشق على فترات متقطعة خلال العامين الماضيين، لتصوير مشاهدهم في الأعمال التي شاركوا فيها. أما رابع الأبطال فالنجم باسل خياط الذي نقل مع بداية الأزمة مكان إقامته إلى الإمارات العربية المتحدة، واعتذر عن عدم المشاركة في أي عمل داخل سورية، ليكون «سنعود بعد قليل» أول عمل له منذ ما يقارب السنتين. ويأتي في مقدم الأسماء المشاركة البطل الرئيس للعمل دريد لحام الذي تعرض مرتين خلال التصوير لمضايقات، وبخاصة في طرابلس، على خلفية موقفه من الثورة السورية. إذ منع بعض الشبان الداعمين للثورة السورية لحام من التصوير في المركز الثقافي في طرابلس. وقد امتثل لحام لرغبة المعترضين على وجوده في الميناء وغادر، علماً أن أهالي القلمون (على بُعد 7 كيلومترات من طرابلس) سبق لهم أن هاجموه في 16 كانون الثاني (يناير) الماضي خلال تصوير العمل ذاته. وتضم قائمة أبطال العمل أيضاً من سورية: عابد فهد، عمر حجو، تولين البكري، جمال العلي، ومن لبنان: كارمن لبس، تقلا شمعون، بيار داغر، طلال الجردي، وآخرين. ويرصد المسلسل الوضع السوري الراهن عبر عائلة غادر كل أفرادها إلى لبنان بسبب الظروف التي تمر بها البلاد فيما يبقى الأب وحده، لكنّ مرضاً عضالاً ألمّ به يدفعه إلى ترك بيته واللحاق بأبنائه، وتشكل حواراته مع أبنائه واحداً تلو الآخر، عرضاً للأفكار والرؤى والمشكلات التي يتكون منها المجتمع السوري اليوم. ويجسد لحام دور الأب المتصالح مع نفسه، والذي يحاول أن يرى الجانب الملآن من الكأس، فيرى أن أبناءه هم الأفضل وأنه أنجز واجبه تجاههم كأب، ولكن بعد انتقاله للإقامة في لبنان، يكتشف عبر جولته عليهم أنّ كلاً منهم يعاني مشكلةً ما، فيحاول أن يتجاهلها، لأن دعم الأولاد أهم من محاسبتهم، وكلما انتقل إلى ابن جديد تتعقد المشكلة أكثر، لتحين في النهاية لحظة المواجهة، ليسأل نفسه، هل كنت أباً سيئاً؟ يذكر أن العمل صوّر في البداية عدداً من المشاهد في دمشق قبل أن ينتقل إلى لبنان.