أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اليوم الثاني لزيارته كابول، جولة محادثات جديدة مع الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، غداة لقاء حرصا فيه على إبداء الانسجام في محاولة لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين، مع تأكيد كارزاي أن موافقة الأميركيين على تسليم سجن باغرام لسلطات بلاده «يوم جيد لأفغانستان بعد سنوات من الجهود». وفي مؤتمر صحافي مشترك عقداه ليل أول من امس، اكد كارزاي وكيري عودة العلاقات الى مسارها، بعد انتقادات وجهها الرئيس الأفغاني لواشنطن خلال الأسابيع الأخيرة، بينها «العمل باتفاق مع حركة طالبان» و «تشكيل ميليشات محلية ارتكبت انتهاكات قتل وتعذيب في ولاية وردك المجاورة لكابول». ونفى كارزاي استخدامه عبارة أن «الولاياتالمتحدة وطالبان تتواطآن»، فيما قال كيري: «أثق بأن كارزاي لا يعتقد بأننا نملك أي مصلحة إلا رؤية طالبان تجلس على الطاولة لصنع السلام». وأضاف: «نحن ملتزمون بسيادة أفغانستان، ولن نسمح بزعزعة طالبان أو تنظيم القاعدة ذلك». وفي مسعى إلى إظهار التزام الولاياتالمتحدة بحقوق النساء، التقى كيري في مقر السفارة الأميركية بكابول سيدات أعمال أفغانيات يدرن شركات تعمل في مجالات متنوعة، مثل الزراعة والنقل البري وبرامج الكمبيوتر وتصميم الأحذية والملابس وصنعها، ويخشين فقدان حقوقهن وأمنهن وعملائهن لدى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد بحلول نهاية 2014. وأبدى كيري إعجابه بالإنجازات التي حققتها النساء منذ إطاحة نظام «طالبان» في نهاية 2001، وخاطبهم قائلاً: «الجميع هنا من أقطاب المال». لكن سيدة الأعمال حسينة سيد ابلغت كيري خشيتها من تسليم مهمات الأمن للقوات الأفغانية، وقالت: «يعرف الجميع أنهم لا يستطيعون حفظ الأمن، فيما لا تستطيع السلطات الاعتراف بذلك ببساطة». أما زهرة محمودي، كابتن المنتخب الأفغاني لكرة القدم، فقالت: « إذا عادت طالبان لن تكون هناك حقوق إنسان، وأعتقد بأن الأمر سيكون أسوأ من السابق». هجوم ل «طالبان» ولم تفوت «طالبان» فرصة زيارة كيري لتوجيه ضربة جدية للسلطات الأفغانية، اثر مهاجمة 8 من انتحارييها مركزاً للشرطة في مدينة جلال آباد (شرق)، ما ادى الى مقتل 5 منهم الى جانب خمسة رجال امن، وجرح عدد من المدنيين. وأوضح مسؤولون أمنيون أن 3 انتحاريين من 8 استطاعوا تفجير أنفسهم أمام بوابة مقر الشرطة، فيما قتل الجيش 5 آخرين. وتبنت «طالبان» الهجوم، مشيرة إلى أنه استهدف أكاديمية للشرطة، حيث «تولى أجانب وإسرائيليون تدريب 300 متطوع». وفي نهاية شباط (فبراير) الماضي، فجر انتحاري نفسه أمام مجمع لوكالة الاستخبارات الأفغانية في جلال آباد، ما أدى إلى مقتل عنصرين وجرح ثلاثة. وفي 2012، استهدف هجومان مطار المدينة التي تضم قاعدة عسكرية كبيرة. إلى ذلك، جرح 10 جنود بريطانيين على الأقل في هجوم شنه حوالى 5 مسلحين باستخدام سيارة مفخخة وأسلحة نارية على قاعدتهم في منطقة واد علي بولاية هلمند (جنوب). وتنشر بريطانيا حوالى 9 آلاف جندي في افغانستان معظمهم في هلمند، قُتل منهم 440 جندياً منذ نهاية 2001. وأعلنت وزارة الداخلية مقتل 23 من مسلحي «طالبان» واعتقال 9 آخرين في عمليات مشتركة نفذتها قوات حكومية وأجنبية خلال الساعات ال 24 الأخيرة في ولايات ننغرهار ولقمان وباداخستان وقندهار وباكتيا وهلمند. على صعيد آخر، اعلن وزير الدفاع الاسترالي ستيفن سميث أن القسم الأكبر من قوات بلاده في افغانستان، والبالغ عددها 1550 جندياً ستنسحب من ولاية اروزجان هذه السنة. وقال: «نتواجد في أفغانستان منذ اكثر من عقد، وهذه فترة طويلة جداً. ونرى أن الوضع الأمني تحسن، وان الوقت مناسب للانسحاب».