الإسلام فوق الشمس موضعه، وأفضل ألف مرة من اليهودية، والقرآن الكريم لا يضم إبادة جنس ومومسات كما في التوراة، وما كنت أتصور نفسي يوماً بحاجة إلى أن أدافع عن دين سماوي، أو أن أهاجم ديناً آخر، إلا أنني أرصد كل يوم حملات عصابة الشر الليكودية الأميركية على الإسلام وأرفض أن أسكت عنها. أرجو أن يعذرني القارئ فالمادة تشمل مئات الصفحات مما تجمع لي في الأسابيع الأخيرة لذلك سأختار ما لا يزيد على عناوين، فالموضوع بحاجة إلى كتاب أو موسوعة. اقرأوا معي هذا الكلام: نفي المسؤولين الأميركيين دور الإسلام في الإرهاب يكاد يكون مضحكاً لولا أنه مخيف. من يقول هذا الكلام؟ يقوله دانيال بايبس الذي كان من أنصار حرب على العراق قتل فيها مليون مسلم، وهو لا يرى واحداً منهم بل يسجل 16 حادثاً إرهابياً (إسلامياً) ربما قتل فيها عشرون شخصاً. هذا الليكودي الفاجر يتجاوز مليون شهيد ليتكلم عن 20 أو 30 قتيلاً وإرهاب أفراد وجماعات. الإسلام لا دور له في الإرهاب ولكن إسرائيل دولة إرهابية وسبب كل إرهاب ابتلينا به، بما في ذلك إرهاب القاعدة، فلولا إرهابها لما قام الإرهاب المضاد. عصابة إسرائيل تنتقد أيضاً «الرهان الفاشل» للرئيس أوباما على الإخوان المسلمين وتقول إنهم ليسوا معتدلين بدليل علاقة الرئيس محمد مرسي مع حماس. حماس ما كانت وجدت لولا إرهاب إسرائيل، ومحمد مرسي رجل متدين يخاف ربّه، وأبعد إنسان عن الإرهاب. وسألت عصابة الشر هل يتحدى البابا الجديد اضطهاد الإسلام المسيحيين؟ الحوادث الفردية ليست من الإسلام في شيء، وإسرائيل تضطهد المسيحيين الفلسطينيين والمسلمين معاً، واتحاد الكنائس المسيحية في القدس يصدر بيانات دورية مع دار الإفتاء عن جرائم إسرائيل، ويقول إننا والمسلمين يد واحدة ضد إسرائيل. وقرأت سؤالاً آخر لهم هو هل يواجه أوباما محمود عباس بسبب زيادة الإرهاب الفلسطيني؟ أقول إن النشاط الفلسطيني مقاومة، والتدمير والتشريد والقتل الإسرائيلي إرهاب. عصابة إسرائيل تمارس الوقاحة مع المسلمين وكل الناس، وبما أن هوغو تشافيز كان يؤيد العرب ويعادي إسرائيل، فموته كان فرصة ليزعموا أن حكم شافيز كان خليطاً من الشر والعنف. هم يتحدثون عن إسرائيل وحكمها لا تشافيز فهذا مات وخرج أهل فنزويلا كلها في جنازته، وهم الحكم على أدائه لا عصابة جريمة ليكودية. بل إن العصابة تتهم أوباما بأنه حوّل أميركا إلى فنزويلا مع أن الحقيقة هي أنهم يريدون تحويل أميركا إلى بقرة حلوب تسرقها إسرائيل كل يوم. أعود إلى العصابة وحملاتها على الإسلام والمسلمين، فقد قرأت في مطبوعتين ليكوديتين هما «ويكلي ستاندرد» و»كومنتري» أن الطفل الفلسطيني الذي رأينا أباه يحتضن جثته ويبكي قُتل برصاص حماس لا إسرائيل وفق تقرير للأمم المتحدة. حسناً، هم أبرياء من دم طفل واحد، ولكن هناك ستة أطفال من أسرة واحدة قتلوا في الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وهناك 1500 قاصر فلسطيني قتلوا منذ 29/9/2000، والأمم المتحدة تؤكد موتهم برصاص مجرمي الحرب المحتلين. ثم هناك راشيل كوري، داعية السلام الأميركية التي سحقت جسدها الغض جرافة إسرائيلية وهي تحاول أن تحمي الفلسطينيين من القتل في غزة. أمامي بيان من أبيها عنوانه يغني عن شرح هو: بعد عشر سنوات أريد أجوبة عن موت ابنتي راشيل كوري. بين الأجوبة: جندي إسرائيلي كان يقود الجرافة التي قتلتها. الأمثلة السابقة نقطة في بحر، وأريد أن ينال الموضوع حقه، فأكمل غداً. [email protected]