يبدو سباق ال200م للسيدات في بطولة العالم والدورات الأولمبية الأخيرة، تقاسم حصص بين الأميركية أليسون فيليكس والجامايكية فيرونيكا كامبل براون، اذ توجت الأولى في بطولة العالم لألعاب القوى التي تختتم نسختها ال12 اليوم في برلين، محرزة فوزها الثالث توالياً، بينما حلت الجامايكية ثانية للمرة الثانية، لكنها في المقابل حصدت اللقب الأولمبي في "أثينا 2004" و"بكين 2008" على حساب فيليكس.في اليوم السابع للبطولة، منحت فيليكس (23 سنة) نكهة مختلفة للأمسية الماطرة. وسجلت زمناً مقداره 20.02 ثانية، في مقابل 2.035 ث لكامبل براون و20.41 ث للباهاماسية ديبي فيرغوسون ماكينزي.تفوقت فيليكس في "هلسنكي 2005" و"أوساكا 2007" (سجلت في النسخة ال11 زمناً مقداره 21.81 ث في مقابل 22.34 ث لكامبل براون).وأضحت فيليكس أول عداءة تحصد هذا اللقب ثلاث مرات متتالية، ورفعت رصيدها الى خمس ذهبيات عالمية على غرار مواطنتها غايل ديفرز (عداءة السرعة وال100م حواجز). وكانت تتقاسمالرقم القياسي في عدد الألقاب العالمية المتتالية في سباق 200 م مع مواطنتها ماريون جونز (1997 في أثينا و1999 في إشبيلية) والجامايكية مرلين أوتي (1993 في شتوتغارت و1995 في غوتبورغ).ويطلق خبراء صفة "سباق الغريمتين" على مواجهات ال200م الحاسمة الأخيرة بين العداءتين الأميركية والجامايكية، ما يشكّل ملخصاً لواقع حال سباقات السرعة عالمياً التي يتصارع عليها أبطال بلديهما. وفي ضوء نتيجة برلين، تتفوق فيليكس 3 – 2، لكنها تعترف بعزيمة منافستها وقدرتها. وتلفت الى أن انقضاضها الاستثنائي عند المنعطف منحها دفعاً مناسباً للتقدم "وفرض ايقاع أمّن لي الفوز".وتلفت فيليكس الى أن خسارتها في بكين "أصبحت من الماضي، لكنها حفّزتني كثيراً". تضيف: "عموماً مواجهة كامبل براون تدفعني دائماً لتقديم أفضل ما عندي. وهذا ما حصل في برلين، وأنا سعيدة للغاية".إنطلقت كامبل براون (27 سنة) في الحارة الرابعة على مضمار "أولمبياشتاديوم" واستطاعت أن تتصدر المقدمة نحو 40 متراً قبل أن تتمكن فيليكس (الحارة الخامسة) من مجاراتها، ثم تجاوزها ما إن أنهت المنعطف ودخلت الخط المستقيم نحو نقطة النهاية. ويبدو زمنها "مريحاً" قياساً الى نتيجة كامبل براون. وكانت تتطلع الى فوز آخر في البدل 4 مرات 100م لولا تعثر فريق بلادها في التصفيات أمس السبت، علماً أنه كان يتوقع منافسة محتدمة بين الأميركيات والجامايكيات.بذلت فيليكس جهوداً كبيراً لتنجز استعداداتها لبطولة العالم، واعتنى مدربها بوب كيرسي بتفاصيل كثيرة ودقيقة في هذا المجال.وكانت مجموعة من المنتخب الأميركي للقوى اتخذت من إحدى الضواحي الباريسية "قاعدة" للتدريب والانطلاق للمشاركة في اللقاءات الدولية الأوروبية وبطولة العالم. وتقيم فيليكس فيها منذ 7 تموز (يوليو) الماضي، وتعتبر هذا الخيار صائباً كونه يضمن نتائج جيدة في المشاركات المقررة، وبناء عليه "سنبقى هناك حتى نهاية الموسم".خاضت فيليكس بطولتها العالمية الرابعة, وتتذكر المشاركة الأولى عام 2003 في باريس (خرجت من الدور الثاني لسباق ال200م) "كنت أنهيت للتو دراستي الثانوية، وخبرتي العالمية قليلة. لكني سررت بالمناسبة وكنت متحمسة جداً. الآن حين أتذكّر تلك المرحلة والنتائج التي سجلتها لاحقاً، ألمس فارقاً شاسعاً من دون شك. إنها حصيلة ستة أعوام عامرة بالجهد، لكنها مرت سريعاً وشغفي بالجري يجعلني أستمتع بكل ثانية فيها".وسعادة فيليكس بذهبيتها العالمية الثالثة في ال200م مضاعفة، اذ أن الفوز تحقق على المضمار الذي شهد إحراز مواطنها "الأسطورة" جيسي أوينز 4 ميداليات ذهبية في دورة برلين الأولمبية عام 1936 ، وهي تعتبره بطلاً شجاعاً في تلك المرحلة التاريخية الصعبة و"يعني لي الكثير".