حان الوقت لإحداث نقلة تطويرية في مجال خدمة الشباب بمملكتنا الحبيبة، وذلك بإنشاء وزارة خاصة للرياضة والشباب، بديلة عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهذا لا يعني أن الرئاسة قد فشلت، أو أخفقت في أداء مهامها، بل إنها حققت نجاحات محصورة في مجال خدمة الرياضة فقط، وكان ذلك على حساب مصالح الشباب... وبالتالي فلابد من سرعة تحويلها إلى وزارة متكاملة تخدم الرياضة والشباب معاً في بلادنا الحبيبة. الجميع يعلم أن الشباب يمثلون السواد الأعظم من المواطنين في هذه البلاد الكريمة، وهناك إحصاءات تؤكد بأن نسبتهم قد تخطت حاجز ال60 في المئة من السكان، ومن هنا فقد حان الوقت إلى إنشاء هذه الوزارة، وزارة الرياضة والشباب، حتى تتمكن من القيام بدورها في خدمة شباب هذا الوطن، ليس فقط في مجال الرياضة، كما هو حاصل حالياً، بل في المجالات كافة التي يحتاجها الشاب والارتقاء بمفاهيمهم وتوجيههم وإنقاذهم من براثن الأخطار التي تحيق بهم من كل جانب. إن إنشاء وزارة للرياضة والشباب في بلادنا سيكون نقلة حضارية تتصدى للأخطار التي تحيط بشباب الأمة، وتحميهم من الأفكار الهدامة، وتطور من مقدرتهم حتى يكونوا أداة صالحة تشارك في خدمة الوطن، وفي الوقت نفسه تساعد في تفعيل أكبر لدور الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بعد أن تتحول إلى وزارة، لأن من يتابع جهود الرئاسة، مع الأسف، يلمس بأنها تدور في حلقة واحدة، وهي التركيز على الرياضة، خصوصاً كرة القدم، على رغم مسماها «الرئاسة العامة لرعاية الشباب»، وبالتالي ليس لها أي دور في خدمة الشباب، فهل يعني أن كرة القدم أو غيرها من الرياضات هو نشاط شبابي فقط.؟ الكثير من الدول، بما فيها الفقيرة، أدركت أهمية الشباب ودورهم في خدمة الأوطان، فسارعت لإنشاء وزارة لرعاية الشباب، ومن هنا فقد حان الوقت الذي يتطلب فيه إنشاء وزارة للشباب، يكون من مهامها منح شباب هذا الوطن دوراً رئيساً في تفعيل أدوراهم لخدمة وطنهم، وصون عقولهم، وتطوير مواهبهم، والعمل على تحقيق التوافق الشبابي والمؤسساتي بمشاركة شبابية ريادية، والإشراف على مشاركة الشباب في الفعاليات والمناشط كافة، والأخذ بيدهم بما يخدم المصالح الوطنية والإسهام مع الجهات كافة ذات العلاقة في تلبية حاجات الشباب وحماية حقوقهم، وبلورة أهداف الشباب، وأن يكون من مهام الوزارة الجديدة، وزارة الرياضة والشباب مهمة صقل القادة في مجال الشباب والرياضة، وتوجيه الشباب إلى جهود التطوع الاجتماعي والخيري، وتنمية القدرات العلمية والثقافية للشباب والفئات الأخرى، والتصدي لانتشار بعض الظواهر السلبية الخطرة التي تعصف بشباب هذا البلد، مثل انتشار المخدرات، كذلك إسهامها في شغل أوقات الفراغ لدى الشباب بما يفيدهم ويفيد أوطانهم، وأن تكون الوزارة الجديدة ممثلة للشباب، بتعزيز التعاون والشراكة والتكامل مع مؤسسات المجتمع المحلي، وأن تبادر لتدريب الشباب وتأهيلهم في المجالات كافة، مثل البنى التحتية للرياضة والشباب. وقبل الختام أود أن أؤكد أن موازنة الرئاسة العامة لرعاية الشباب الحالية تعتبر كبيرة للغاية وتتساوى مع موازنة بعض الوزارات، وعلى رغم ضخامة هذه الموازنة فإنها موجهة فقط للنشاط الرياضي، وعلى رغم ذلك فإنها لم تفعل شيئاً لتميز الرياضة في هذه البلاد. [email protected]