بدأ معارضون سوريون ينتمون الى الطائفة العلوية مؤتمراً في القاهرة ل»البحث في مستقبل الطائفة عقب سقوط النظام في سورية» وفي محاولة ل»النأي» عن النظام. وقال أحد منظمي المؤتمر عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بسام يوسف الى «الحياة» ان «المؤتمر الذي تشارك فيه نحو مئة شخصية من العلويين ومختلف أطياف المجتمع السوري، سيصدر في ختام اعماله اليوم وثيقتين: الأولى، إعلان يتضمن الرؤية المقبلة لما بعد سقوط نظام بشار الأسد. والثانية، بيان سياسي حول الوضع الحالي». وأكد يوسف أن المؤتمر «جاء كحاجة وطنية ملحة لإنقاذ سورية» وأنه لقي «استجابة واهتماما من الشعب السوري والمعارضة». وقال إن الداعين للمؤتمر وجدوا أن «النظام في مراحله الأخيرة»، وإنه «يمكن أن يقدم على إشعال حرب أهلية تكون مقدمة لتقسيم سورية». ونقلت «رويترز» عن يوسف، وهو علوي قضى اكثر من عشرة اعوام في السجن ابان حكم الرئيس الراحل حافظ الاسد، ان «الطائفة العلوية تدعو المعارضة الى التصدي للمشكلة الطائفية التي يؤججها النظام»، مضيفاً ان «الورقة الاخيرة التي يمكن ان يستغلها النظام الآن هي الحرب الاهلية وتقسيم سورية». وأبلغ ديبلوماسي غربي «رويترز» ان «الاجتماع يعقد متأخراً عامين تقريباً لكنه سيساعد في ابعاد الطائفة عن الاسد. كل الجهود مطلوبة الان للحيلولة دون وقوع حمام دم طائفي على نطاق واسع عند رحيل الاسد في نهاية المطاف سيكون العلويون الخاسر الاكبر فيه». وقال بيان للجنة المنظمة لاجتماع العلويين إن «النظام الذي يزداد عزلة وضعفاً سيعمل على دفع العصبويات الطائفية إلى حالة الاقتتال الدموي». واضاف: «هناك قوى تشكلت وتقف ضد النظام لكنها تتقاطع معه في الدفع باتجاه الصراع الطائفي ولحسابات تتعلق بها وبارتباطاتها». وقال: «ان العمل على نزع الورقة الطائفية من يد النظام ويد كل من يستعملها هو أمر بالغ الأهمية كمقدمة لإسقاط النظام وكمدخل لإعادة صوغ العقد الاجتماعي السوري على أسس الدولة الحديثة دولة المواطنة والعدالة فقط». وبين العلويين البارزين الموجودين في السجن حالياً مازن درويش المدافع عن حرية الرأي والذي عمل على توثيق ضحايا قمع الانتفاضة وعبدالعزيز الخير وهو سياسي وسطي يؤيد الانتقال السلمي للحكم الديموقراطي. وقال عصام يوسف، الذي يشارك في تنظيم المؤتمر، ان الانتفاضة اعطت العلويين فرصة لاثبات ان الطائفة العلوية ليست جامدة وانها تطمح مثل باقي السكان للعيش في ظل نظام ديموقراطي تعددي في الوقت الذي تخشى صعود التطرف الاسلامي. واضاف: «اننا في ازمة طائفية والقوى السياسية للمعارضة تقع في خطأ جسيم بعدم مناقشتها». وأوضح ان الوثيقة التي ستصدر عن المؤتمر ستؤكد التزام العلويين بالوحدة الوطنية والتعايش بين الطوائف والسلم الاهلي في انعكاس لموقف اتخذه زعماء الطائفة اثناء الحكم الاستعماري الفرنسي في العشرينات اعتراضاً على مقترحات لتقسيم البلاد. ولفت الى ان هناك تياراً اسلامياً آخذاً في التوسع على حساب التيار المدني الديموقراطي وهو امر يتطلب الوحدة، مؤكداً ان العلويين سوريون في المقام الاول ويحاولون ان يكونوا جزءاً من تغيير حقيقي.