وسط سخونة الأجواء التي تعيشها مصر هذه الأيام، تجتمع نخبة من الفنانين والمنظمين الثقافيين في القاهرة لوضع اللمسات النهائية للدورة الثانية من مهرجان «وسط البلد» الذي ينطلق الشهر المقبل، ويشمل عروضاً مسرحية وموسيقية وغنائية ومعارض تشكيلية وندوات وورش عمل بمشاركة أكثر من 130 فناناً وفنانة من مصر والعالم العربي وأوروبا. ويعتمد منظمو المهرجان على الساحات الثقافية في وسط القاهرة، مستخدمين أماكن غير تقليدية أحياناً كالأبنية التاريخية وقاعات العرض والأزقة الضيقة مواقعَ للعروض والأحداث الفنية. ويقول مدير المهرجان أحمد العطار: «نحرص على عدم تقديم شكل فني بعينه أو اتجاه معين، بل نحاول قدر المستطاع أن نقدم للجمهور لمحات عما هو متاح في العالم، والجديد في مجالات الفن المعاصر اليوم». ويضيف: «نحاول أن نجعل من المهرجان تجربة فنية متنوعة بقدر الإمكان، لنلبي رغبات أكبر قطاع ممكن من الجمهور». ويتضمن البرنامج الذي يغطي نيسان (أبريل) المقبل أعمالاً عدة معروفة عالمياً، مثل مسرحية المخرج الجزائري خير الدين الأعجم «النهاية» والتي ستقدمها فرقة «أجواد». وسيشارك فنانون مصريون مثل خالد أبو النجا وسيد رجب وسلوى محمد علي ورمزي لينر، في تقديم العرض المسرحي «أرنب أبيض، أرنب أحمر» للمخرج الإيراني نسيم سليمان. كما يقدم للمرة الأولى عرض «أناتوميا بابليكا»، وهو عرض رقص معاصر يقدمه المصمم الفرنسي الشهير توميو فرغاس الذي سيشارك أيضاً في تصميم عرضين راقصين مع مسرحيين مصريين. يذكر أن هذين العرضين حضّرا خصيصاً من أجل المشاركة في المهرجان. أما المجموعة المسرحية «هوتيل مودرن» فستقدم عملها المعروف «الحرب العظمى» الذي سيعرض للمرة الأولى في مصر والعالم العربي. وللثورة صدى في برنامج الموسيقى، إذ سيتم الاحتفاء بأصوات حديثة ممثلة للشارع والثورة في سلسلة من حفلات أمسيات الخميس طوال مدة المهرجان. وستكون هناك ليال قاهرية مليئة بنجوم الموسيقى، وسيرقص جمهور المهرجان على أنغام الدي جي الأميركى «قذافي دب» والتونسية أمل مثلوثي ودينا الوديدي وسادات من مصر. واستمراراً للنجاح الذي شهده برنامج «رؤى مدنية» السنة الماضية، وهو عبارة عن مجموعة من عروض الرقص المعاصر في الشوارع المحيطة بميدان التحرير، سيواصل المهرجان تقديمه هذه السنة، ويتضمن عروضاً لفرقة «مئة يد» الهولندية للرقص المعاصر التي ستقدم عروضها في مصر للمرة الأولى. أما برنامج العروض البصرية فقامت باختياره مؤسسة «مدرار» للفنون المعاصرة في القاهرة، والتي ستستكشف الحدود الرقمية للفنون البصرية المعاصرة من خلال سلسلة من الأعمال المشتركة ما بين فنانين مصريين وعالميين. وسيقدم برنامج «دي كاف» للسينما عن الحركات الاجتماعية المشهورة في العالم بتركيز خاص على السينما المعاصرة في منطقة غرب أفريقيا، بينما سيقدم برنامج التعليم من خلال التسلية سلسلة من الندوات العامة وورش العمل متضمنة ورش عمل للفنانين وللأطفال تقدمها فرقة «بوتووركس» البريطانية الشهيرة. ويأمل المنظمون بأن يتحول المهرجان إلى احتفالية ضخمة تساعد في جذب الفنانين العالميين والإقليميين إلى مصر. هؤلاء الفنانون الذين يشكلون عالم الفن المعاصر، والذين لا يحظى الجمهور المصري بفرصة مشاهدتهم إلا نادراً.