في مؤشر إلى أهمية التحالف المتنامي بين بكينوموسكو لتعزيز نفوذهما كقوة مالية وسياسية موازية لواشنطن التي تثير استراتيجيتها تجاه آسيا قلق بكين تحديداً، استهل الرئيس الصيني الجديد شي جينبينغ جولاته الخارجية أمس بزيارة موسكو، حيث أجرى محادثات مطولة مع الرئيس فلاديمير بوتين أسفرت عن مواقف مشتركة من ملفات إقليمية ودولية، واتفاقات لتعزيز التعاون الاقتصادي - التجاري، خصوصاً في مجال الطاقة. وأكد الرئيسان عزمهما على «تعزيز الشراكة الاستراتيجية» في كل المجالات، وتطوير التنسيق بين بلديهما في القضايا الدولية بهدف «الحفاظ على مبادئ ميثاق الأممالمتحدة ونتائج الحرب العالمية الثانية»، والتزما «موقفاً مشتركاً من الأزمة السورية وباقي الملفات الإقليمية الساخنة». وافتتح بوتين الحوار بتهنئة شي جينبينغ بانتخابه رئيساً للصين، مؤكداً «الطابع الاستراتيجي» للعلاقات بين البلدين. وقال إن «اختيار الرئيس الصيني روسيا لزيارته الخارجية الأولى يشير إلى درجة اهتمام البلدين بتعميق العلاقات بينهما التي تشكل عاملاً مهماً في السياسة العالمية». وأبدى شي اقتناعه بأن علاقات موسكووبكين بلغت مستوى «الشراكة الاستراتيجية» في كل المجالات. وأعلنت أوساط قريبة من الكرملين أن «عدم وجود ملفات خلافية مع بكين يسمح باتخاذ خطوات سريعة لتعزيز الشراكة، ومواصلة تطويرها، خصوصاً على صعيدي الاقتصاد والسياسة الدولية». وشدد نائب وزير الخارجية الروسي اندريه دينيسوف على أن مواقف موسكووبكين «مشتركة في شأن كل القضايا الدولية»، وبينها الأزمة السورية والوضع في شبه الجزيرة الكورية. وأشارت مصادر ديبلوماسية إلى أن تنسيق المواقف على الساحة الدولية كان أحد الملفات التي طرحت للنقاش «كونه يشكل أساساً لرؤية مشتركة للقضايا الدولية تلبي مصالح البلدين». وكان الرئيس الصيني استبق المحادثات بتأكيده أن البلدين «يتبادلان الدعم في القضايا الدولية المرتبطة بمصالحهما الحيوية»، لافتاً إلى ضرورة مواصلة «تنشيط التفاعل الاستراتيجي على الساحة الدولية، والدفاع الحازم عن أهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة وأصول العلاقات الدولية، ونتائج الحرب العالمية الثانية، والنظام العالمي ما بعد الحرب». اقتصادياً، أعلن الرئيس الصيني أن البلدين يخططان لتوسيع التبادل التجاري خلال السنوات الثلاث المقبلة وصولاً إلى مئة بليون دولار، في مقابل 88 بليوناً الآن. وعرضت الأجندة الاقتصادية للقمة التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والطيران الفضائي. ووقع البلدان 9 اتفاقات لمشاريع مشتركة كبرى تشمل قطاعات الطاقة والمال والإنتاج الزراعي، أبرزها لإنشاء مصنع مشترك لإنتاج حفارات نفطية ثقيلة في روسيا، وأخرى لتنظيم نشاط مشترك في مجال استخراج الفحم. واتفق الجانبان على إطلاق مشروع عملاق لتزويد الصين 38 بليون متر مكعب سنوياً من الغاز الروسي. واعتبر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن «تدفق» الغاز الروسي إلى السوق الصينية ذو أهمية كبرى بالنسبة إلى بلاده لأنه يؤمن تنويعاً لأسواقها، خصوصاً بعد طفرة الغاز الصخري في الولاياتالمتحدة والتي وصلت أصداؤها إلى السوق الأوروبية، ما زاد المنافسة بين المنتجين وأدى إلى هبوط الأسعار».