تحول اختفاء المُبتعث السعودي مشعل عائش البلوي في أستراليا إلى «لغز»، ففيما أكدت السفارة السعودية في أستراليا أن البلوي «المعروف بمشعل السحيمي» غادر البلاد، أكدت سفارة المملكة في كوالالمبور ل«الحياة» أنه لم يدخل الأراضي الماليزية. ودخلت السفارة السعودية في أنقرة على الخط، إذ أكد السفير السعودي عادل مرداد ل«الحياة» استعداد السفارة للبحث عن المبتعث المختفي، في حين تزايدت الترجيحات بأنه التحق بتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الإرهابي، للقتال في جبهاته السورية أو العراقية. (للمزيد). وفي أستراليا، التي شهدت بداية «الاختفاء الغامض»، لم يستبعد مبتعث سعودي آخر أن يكون مشعل «ضحية عملية اختطاف»، إلا أن والده عائش البلوي أكد ثقته بعودة ابنه، وقال ل«الحياة»: «ابني سيعود»، واستبعد أن يكون ابنه من «أصحاب الفكر الضال والمتعاونين مع الإرهاب وتنظيماته المختلفة، وربما تم التغرير به من أحد المنتمين لهذه التنظيمات». وأكدت السفارة السعودية في أستراليا، في بيان بثته وكالة الأبناء السعودية أمس، أن الطالب «غادر الأراضي الأسترالية». وأردفت أنها تقوم منذ تلقيها خبر اختفائه «بتسخير إمكاناتها كافة، لمتابعة القضية والاطلاع على المستجدات أولاً بأول حتى تتضح ملابسات القضية، وحتى يطمئن ذووه». واستقصت السفارة السعودية في ماليزيا أثر المفقود من طريق مطابقة رقم جواز سفره مع الذين دخلوا ماليزيا خلال الفترة السابقة، لكنها لم تجد له أثراً. وقدمت احتمالاً واحداً يسمح بدخوله أراضي ماليزيا، وذلك بالسفر من أستراليا إلى ماليزيا عبوراً فقط (ترانزيت). وأوضحت أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي «يستطيع المفقود تخطي إجراءات التتبع بها، وإمكان اقتفاء أثره، إذ لا يتم وضع ختم على جواز المسافر العابر، ولا يظهر دخوله إلى الدولة». وفي أنقرة، أبدت السفارة السعودية استعدادها للمشاركة في إجلاء غموض اختفاء البلوي. وقال السفير السعودي مرداد ل«الحياة»: «لم نُبلّغ حتى الآن بشأن تغيب البلوي أو دخوله أراضي سورية». وذكر أنه سيتم «العمل على هذا الجانب من مبدأ الشفافية»، لافتاً إلى أنه «في حال ثبوت دخول البلوي سورية، فستتم إجراءات رسمية تمهيداً لاستعادته، وبعد أن تؤكد السلطات توجهه إلى تلك الأماكن التي تشهد نزاعات».