حذّر عاملون في إنتاج الدواجن من أن أسعار الدجاج والبيض مرشحة للارتفاع خلال الفترة المقبلة بنسبة 10 في المئة، في حال واصلت مدخلات الإنتاج الارتفاع، وفي مقدمها أسعار الأعلاف، مشيرين إلى أن الزيادة المتوقعة لهما لن تتجاوز ريالين في أسوأ الأحوال، وستتأثر بها أسعار الدواجن المستوردة. وكانت أسعار البيض ارتفعت خلال الشهرين الماضيين بنسبة 10 في المئة، ووصل سعر الطبق إلى 16 ريالاً لمعظم إنتاج الشركات. وأوضحوا في حديثهم إلى «الحياة»، أن أسباب ارتفاع الأسعار يعود إلى زيادة أسعار الأعلاف، ووصولها إلى أرقام كبيرة، إضافة إلى زيادة الطلب ووجود أمراض أصابت بعض مشاريع الإنتاج في المملكة، مضيفين أن المنتجين يقومون بتحميل الزيادة على المستهلك النهائي. وأوضح المستثمر عادل عجيان (صاحب مزارع إنتاج دواجن)، أن أسعار الأعلاف عالمياً مستمرة في الارتفاع، وهو المؤثر الرئيس، مؤكداً أن جشع بعض التجار يدفعهم إلى زيادة الأسعار أكثر من الطبيعي، وقال: «نحن كمنتجين ضد رفع الأسعار، ولكن في حال ارتفاع أسعار الأعلاف نكون مضطرين إلى زيادة الأسعار بما يعادل سعر الأعلاف»، وأشار إلى أن الأسعار وفق معطيات السوق الحالية غير مرشحة للانخفاض. وذكر أن ارتفاع الأسعار يكون لأسباب طبيعية كارتفاع الأعلاف، أو زيادة الطلب وقلة الإنتاج، وأسباب غير طبيعية كتلاعب التجار في منافذ البيع واستغلال التضخم في رفع الأسعار أكثر من المعدل الطبيعي، مشيراً إلى اهتمام وزارة التجارة بمشاريع إنتاج الدواجن ومتابعتها المستمرة، مؤكداً أن اشتراطاتها في مصلحة المشاريع وتحميها من الأمراض ومن خسارة الإنتاج. من جانبه، أوضح صالح حسن (مستثمر)، أن أسعار الدواجن والبيض مرتبطة بالأعلاف التي تشكل 80 في المئة من قيمتها، وأن حجم الاستثمار في مشاريع الدواجن السعودية يتجاوز 30 بليون ريال، إذ تستثمر في هذا المجال أكثر من 400 مزرعة منتشرة في مناطق مختلفة من المملكة، وهذا الرقم بحاجة إلى أن يزداد بمعدل يتناسب مع الزيادة السكانية في المملكة، ويغطي حاجاتها، وبخاصة أن ارتفاع أسعار اللحوم (المواشي) والأسماك دفع بالناس إلى زيادة استهلاكهم من الدواجن. وألمح إلى أن المملكة بحاجة إلى دعم مشاريع إنتاج الدواجن أكثر من السابق، لأن الدجاج أصبح المادة الغذائية الأكثر استهلاكاً، ويجب اعتبارها من السلع الاستراتيجية. يذكر أن الإنتاج المحلي في المملكة يوفر نحو 55 في المملكة من حاجاتها، والنسبة المتبقية يتم توفيرها من الاستيراد، وتتصدر فرنسا الدول التي تورّد الدجاج إلى المملكة، تليها بريطانيا. وأضاف، أن الإنتاج المحلي يواجه زيادة كبيرة في الطلب مدفوعاً بزيادة سكانية كبيرة في المملكة، إذ ارتفع عدد المقيمين ليصل إلى 10 ملايين شخص، وهؤلاء يعتمدون بالدرجة الأولى على الدجاج في غذائهم، باعتباره الأرخص، وكذلك على البيض، مؤكداً أن النمو السكاني بحاجة مستمرة إلى أن يواكبه نمو في المشاريع التي توفر السلع حتى لا ترتفع السلع تحت ضغط الطلب. وأشار إلى أن وزارة الزراعة بحاجة إلى دراسة متخصصة للوقوف على أكثر مناطق المملكة مواءمة لإقامة مشاريع إنتاج الدواجن، وتقوم بدعم الاستثمار فيها والمساعدة على إنشاء مشاريع عملاقة تعمل على توفير ما تحتاجه المملكة من إنتاج فيها.