طالب عددٌ من المواطنين الجهات المعنية في وزارة التجارة وحماية المستهلك ضبط ارتفاع أسعار لحوم الدواجن في السوق السعودي، بعد أن قفزت في الفترة الأخيرة إلى أسعار خيالية ومبالغ فيها؛ فسعر الدجاجة الواحدة - على سبيل المثال - تجاوز 18 ريالاً، في حين كان في حدود 10 إلى 12 ريالاً، على حد وصفهم. وتساءل عدد منهم عن دور لجنة التموين التي أمر خادم الحرمين الشريفين، بتشكيلها من وزراء المالية، والتجارة والصناعة، والزراعة لمتابعة ارتفاع أسعار الحبوب، التي تسبّبت في ارتفاع أسعار الدواجن. وقالوا ل "سبق": "ماذا قدمت اللجنة حتى الآن؟ ولماذا لا نرى لها دوراً في ضبط أسعار الدواجن التي واصلت ارتفاعها؟". "سبق" قامت بجولة على عددٍ من الأسواق المحلية ومنافذ البيع، وتبين أن أسعار الدواجن ارتفعت بشكلٍ ملحوظٍ في السوق المحلية، خاصة أسعار الدجاج بأحجامها وأنواعها المختلفة المستورد والمحلي والمجمّد؛ حيث قفزت الأسعار إلى أكثر من 40 ريالاً في كرتون الدجاج المجمّد الواحد، فحجم 1000 جرام ارتفع من 110 ريالات إلى 155 ريالاً، و800 جرام من 85 إلى 120 للكرتون الواحد. وتحدث ل "سبق" المواطن محمد الصالحي، داخل أحد الأسواق، وقال رداً على سؤال حول تأثير الارتفاع الحاصل في أسعار اللحوم والدواجن على خياراته الغذائية: "المستهلك وضع في أزمة غذائية، فكل شيء حوله ارتفعت أسعاره وظل دخله الشهري ثابتاً كما هو.. فقبل فترة ارتفعت أسعار الخضراوات والفواكه، والآن ارتفعت أسعار الدجاج بعد اللحوم الحمراء، حتى أسعار الدجاج المطبوخ في المطاعم ارتفعت إلى أكثر من 30 ريالاً، فكيف نشتريها بهذا السعر، وهل ستكون حينئذٍ في متناول الجميع؟". وتساءل الصالحي عن دور وزارة التجارة، وحماية المستهلك في حماية المواطن، وقال: "لماذا يترك الأمر بهذه الفوضى؟!". وتخوف المواطن خالد الغامدي من الزيادات التي طرأت على أسعار الدجاج، وما سيتبعها من تكلفة يتحمّلها الفرد المواطن، مؤكداً أن توالي الارتفاع كان قد بدأ من شهر رمضان الماضي، ولم يتحرّك أحد من الجهات المعنية في توفير بدائل وخيارات للمستهلك تضبط جشع التجار. ويقول الغامدي:" لم تكن هناك أسباب مقنعة لهذا الارتفاع، فالاستيراد مستمر من أكثر من دولة والإنتاج المحلي يصدر لدول الخليج القريبة". ويرى المواطن شامان الرويلي، أن السبب المباشر في حدوث الأزمة الحالية في لحوم الدواجن، هم بعض التجار الذين يتلاعبون بالأسعار من أجل الكسب السريع، ويحاولون رمي أسبابها على الدول الموردة وعلى زيادة أسعار الأعلاف. ويقول الرويلي:" ما يقولونه التجار هو كذب.. والمواطن يعتمد بشكل كبير على الدجاج في غذائه اليومي، والأسباب التي ساقها التجار غير مبررة في السوق السعودي، لأن الشركات العالمية تخاف من التنافس، لذا لا تستطيع رفع أسعارها وإلا خرجت من المنافسة فتحرص على السوق المحلية". ويطالب الرويلي من اللجنة المكونة بأمر الملك أن تباشر مهامها وتوجّه بقوة الجهات المسئولة لكي تكبح الأسعار. مؤكداً حرص الملك - حفظه الله - على شئون المواطنين وأحوالهم المعيشية لأن هناك الكثير من السلع الاستهلاكية التي ارتفعت أسعارها وتحتاج إلى إعادة تقييم فوري – على حد وصفه -. أما المواطن عبد العزيز الحميضي، فيقول ل "سبق":" لا بد أن يكون لنا كمواطنين موقف مما يحصل في سوق اللحوم فلا يجوز أن ترفع الأسعار "على كيف" التاجر أو الموزع، لا بد أن نقاطع أكل الدجاج لمدة أسبوعين لكي تعود الأسعار لوضعها الطبيعي، نحن كمواطنين نعاني جشع مختلف الشركات ولا أحد يهتم بمصالحنا". وفي السياق ذاته، أكد ل "سبق" البائع خليل محمد أن السوق يعاني حالياً، والسبب ضعف توريد التجار والموزعين للدجاج المجمّد. وقال: "التوزيع الحالي في السوق يعاني نقصاً متقطعاً على فترات مدروسة، وليس كالسابق، خاصة أن الأحجام الصغيرة لم تعد متوافرة، والمتاح الأوزان الكبيرة من 1100 جرام فما فوق"، ويؤكد أن أصحاب مزارع الدجاج المحليين يشاركون الموزعين في تقليل المعروض رغبة منهم في رفع أسعاره أكثر وأكثر بحجة ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن في العالم. من جانبه، ذكر رئيس لجنة الدواجن بغرفة الرياض إبراهيم الثنيان، أن الارتفاع غير المسبوق لأسعار الحبوب وأعلاف الدواجن العالمية بنسبة 30 إلى 35 % بسبب الجفاف في أميركا، أدى إلى ارتفاع أسعار المنتج المستورد. وكان وزير الزراعة د. فهد بالغنيم قد ذكر في تصريحات صحافية أخيراً: "أن أسعار الدواجن لن تنخفض قبل أن يزيد الإنتاج المحلي خلال خمس سنوات من الآن".. مطالباً بضرورة تحسين كفاءة مشاريع الدواجن، لافتاً إلى وجود مشكلة تواجه إنتاج الدواجن المحلية تتمثل في زيادة أسعار الأعلاف. من جهتهم، طالب عددٌ من أصحاب محال مستوردي الدجاج فتح المجال لزيادة الكميات المستوردة من دول جديدة في ظل انخفاض الإنتاج المحلي، ومعاناة بعض الدول الموردة من الجفاف والأعاصير واستخدام الأعلاف في إنتاج الطاقة الخضراء. تجدر الإشارة إلى أن عدداً من منتجي الدواجن كانوا قد أطلقوا أخيراً عدداً من التصريحات الإعلامية حذّروا فيها من ارتفاعٍ متوقعٍ وكبيرٍ لأسعار الدواجن خلال الفترة المقبلة، بحجة زيادة أسعار الأعلاف، مطالبين الدولة بزيادة دعم الأعلاف. وتشير الأرقام إلى أن المملكة تستورد نحو 60 % من استهلاكها من الدجاج، في حين يتم إنتاج 40 % محلياً، ويبلغ استهلاك السعودي السنوي 47 كيلو جرام دواجن، وهي نسبة بحسب خبراء اقتصاديين لا تكفي لتغطية الطلب المتزايد على اللحوم البيضاء بعد ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق السعودي.