في كل عام اعتادت محافظة الطائف على التزيين ب«وردها» احتفالاً بجماله الذي يحمل سحر المعاني ومداعبة الندى، من «أحمر الغرام»، «أصفر غيور»، «أبيض الوفاء»، و«أمّا بقية الألوان خلطٌ من الإحساسِ، كلٌ في مداهُ» وينطلق مهرجان ورد الطائف التاسع تزامناً مع انطلاق فصل «الربيع الطلق»، ل «يفتق برد الندى» «ورداً كان بالأمس نوماً»، وليستخلص منه «العطر»، «الدهن»، و «الماء»، الذي تتميز به مدينة الطائف حتى اقترن اسمها به لتصبح «مدينة الورود». ويضم مهرجان الطائف أنواعاً مختلفة من الورود التي «تسر الناظرين»، وتبعث الراحة «لقلوب الزائرين»، ليتعرف الزائرون على أنواعه وطريقة الاعتناء به، وكيفية استخلاص العطور والماء منه. وتمر «الورود» بمراحل عدة قبل استخلاص مائه وعطره منه، بدءاً من استخدام الأدوات الحديدية الحادة في قطع أعناق الورد في الحقول، والتي تعد أولى صور القسوة تجاه الورد حتى يتم استخلاص العطر منه، يليها كتم أنفاسه وسجنه في قدور الضغط أجزاء من الساعة وحرقه بالنار الملتهبة حتى يلفظ أنفاسه من الدهن والماء ويعلن رحيله عن الدنيا، مخلفاً إرثاً من العطر الذي تقدر قيمته بآلاف الريالات. وكشف قسم الحدائق والتجميل بأمانة محافظة الطائف عن انتهائه من تصميم اللوحة الفنية لمهرجان الورد، والتي تتمثل في إنشاء أكبر سجاد من مختلف الورود، واعلانها عن توجه مستقبلي لإنشاء محمية زراعية تضم نباتات الزينة كافة، تحوي 45 نوعاً من الزهور العطرية من ضمنها الورد الطائفي. من جهته، أعلن مدير فرع زراعة الطائف المهندس حمود الطويرقي ل «الحياة» عن تنظيم فرع الزراعة لزيارات شبه يومية إلى المرضى المنومين في مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي للأطفال، كخطوة حديثه ضمن مشاركتها في مهرجان الورد، إذ يتم توزيع الورد على المنومين ومشاركتهم الفعاليات. بدوره، أكد أمين عام لجنة التنشيط السياحي في محافظة الطائف الدكتور محمد قاري ل «الحياة» أن مهرجان الورد الطائفي أسهم في دفع عجلة السياحة إلى مراكز متقدمة، معتبراً أن الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب مساحة من الوقت لارتباطها بانتهاء مشاريع سياحية عملاقة تمتد إلى سنوات. من جهة آخرى، قدر المستشار الأسري ناصر الدوسري في حديثه إلى «الحياة» أن مهرجان الورد يحظى بحضور نسائي كبير، لتصل نسبة اقبالهن في المحفل إلى 75 في المئة من إجمالي الحضور على خلاف المهرجانات الأخرى، لما تتميز به المرأة من عاطفة، وميلها إلى الألوان والعطورات الهادئة التي تتوافر في الورد.