بعد شهرٍ من الآن، سيكون لورد الطائف تظاهرة دولية هي الأولى من نوعها في المحافظة السياحية تليق بوردٍ يشتم الناس رائحته، بعد أن يخلط بماء زمزم المخصص لغسل الكعبة المشرفة، وهو الورد الذي يطيب به الحجر الأسود وجدار الكعبة مرتين في العام. في ال 18 من شهر نيسان (أبريل) المقبل، ينبعث شذا الورد الطائفي في مهرجانه الدولي الأول، في حديقة الملك فيصل في الطائف، بمشاركة واسعة من مزارعي الورد وأصحاب المعامل التقليدية في محافظة الطائف، إضافة إلى مجموعة كبيرة من الشركات المتخصصة في الورود والعطور ومستحضرات التجميل من داخل المملكة وخارجها. وأوضح محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية فهد بن معمر، أن مهرجان الورد الطائفي 1433، سيشهد نقلة نوعية تضاف إلى تميزه في الأعوام الماضية، إذ سيصبح وللمرة الأولى منذ انطلاقه مهرجاناً دولياً، يتماشى مع اتساع شهرته العالمية. وأكد ابن معمر أن البوصلة العالمية لصناع العطور والمهتمين ستتجه هذا العام إلى محافظة الطائف، إذ سيضم المهرجان أكبر تجمع لأكثر الورود عبقاً وأريجاً على سطح الأرض، مضيفاً أن جميع الجهود تضافرت من أجل خلق انطباع عالمي يليق ب «كرنفال» استثنائي لورد الطائف. وأوضح أن المهرجان مر خلال سنواته الماضية، بمراحل تطور كبيرة أصبح من خلالها حدثاً سنوياً، يلتفت له الجميع في الداخل والخارج، إذ أصبح واجهة سياحية متميزة بما يحتويه من فعاليات جاذبة، وكونه يركز على صناعة السياحة المتخصصة عبر بوابة المهرجانات، التي باتت عنصراً أساسيا ًمن عناصر السياحة العصرية. من جهتها، أشارت المدير التنفيذي للشركة المنظمة للمهرجان إيمان آل حمود إلى اكتمال الاستعدادات لإطلاق المهرجان الذي يشارك فيه المزارعون ومسوقو الورد الطائفي ومنتجاته العطرية، إضافةً إلى عدد من الشركات العالمية المتخصصة في الورود والعطور، وأيضاً المعرض الفوتوغرافي والكثير من الأنشطة الثقافية والأدبية. وأضافت آل حمود، أن المنظمين حرصوا على تقديم لوحة كرنفالية عالمية، تواكب سمعة وجودة الورد الطائفي ومنتجاته العطرية، إذ سيسلط الضوء بمنظار عالمي على أهمية صناعة الورد وحفظه، وطرق الآباء والأجداد الخاصة ووصفاتهم الخاصة في تقطير واستخراج أجود وأرقى أنواع الزيوت العطرية. ومن المقرر خلال المهرجان وضع حجر الأساس لمصنع الورد الذي تستخدم في عملياته التشغيلية أحدث المواصفات العالمية. وعُرِف الورد الطائفي طبياً أنه يقوي القلب والأسنان ويزيل الصداع والحساسية، وبلغت مبيعاته حوالى 50 مليون ريال سعودي، حسب تقديرات الهيئة العامة للسياحة والآثار، فيما اعتبرت زراعة الورد الطائفي، معلماً أساسياً لمدينة الطائف وبوابتها نحو العالمية، إذ يعد شذا عطر الورد الطائفي الأشهر عالمياً، والذي تتطلب صناعته، تقنيات ومهارات خاصة لا يتقنها سوى أهل الطائف. يذكر أن شركات عدة تنافست مطلع العام الحالي، من أجل المشاركة في تنظيم المهرجان الذي بدأ في استقبال العروض تمهيداً لإطلاق المهرجان في شهر نيسان (أبريل) المقبل، والذي يحظى بدعم ورعاية من إمارة منطقة مكةالمكرمة والهيئة العامة للسياحة والآثار، ومحافظة الطائف والكثير من الجهات الحكومية والخاصة في المحافظة.