شن عضو مجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي هجوماً على السياسة الإيرانية الخارجية، متهماً إياها بالوقوف خلف خلية التجسس التي أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن ضبطها الثلثاء الماضي، مطالباً برد ديبلوماسي في حال ثبوت وقوف طهران وراء الخلية. وأشار الحارثي إلى «رسائل» وجهت من الطرفين الإيراني والسعودي لبعضهما، إذ كانت رسالة ظهران أنها تستيطع الوصول إلى دول الخليج وتهديد أمنها واستقرارها، في حين كان إعلان ضبط الخلية التجسس رسالة سعودية لإيران مفادها «طفح الكيل». وقال ل«الحياة» إن الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية يعود إلى صانع القرار في الدولة، «في بعض الأحيان ربما يجلب الإعلان ضرراً أكثر من أن يحقق مصلحة». واعتبر أن الخطوة الإيرانية الأخيرة «تصعيد غير مسبوق، وخطوة خطرة على مستوى العلاقات بين الدولتين، كما أنها لا تصب في المصلحة الإيجابية بين طهران والرياض»، محذراً من «مشروع إيراني توسعي خطر»، مذكراً بأن «هذه الخلية لا تختلف عن الخلايا التي ضبطت في اليمن والكويت والبحرين». وحول الصمت الإيراني عن مثل هذه الأحداث، أوضح أنه «نوع من الذكاء، فهي لا تعلق على أحداث ضبط الخلايا التابعة لها، كما أنه نوع من قبول النتيجة»، مرجحاً أن «مثل هذا الأمر سيحدث شرخاً كبيراً في علاقات دول الخليج بإيران». وعن توظيف أكاديميين ومختصين في مجالات علمية داخل الخلايا التجسسية، أوضح أن التخصص العلمي والثقافة العلمية «ليست له علاقة بمسألة التجنيد». وأضاف: «هناك مصالح بين المجنِّد والمجنَّد، فإيران تستخدم كل الوسائل المتاحة لها، سواءً كان ذلك من خلال المذهب العقدي أم المال، وفي الطرف المقابل هناك لدى المجندين بعض المواقف والآراء والظروف المعينة التي استغلتها طهران ووظفتها لمصلحتها، فهناك مصلحة مشتركة بين الطرفين بغض النظر عن التخصص العلمي».