حذر رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي من «عواقب» تأجيل الانتخابات في محافظتي الانبار والموصل، فيما اعتبر المتظاهرون ان «التأجيل يؤدي الى التوتر ويؤجج العنف». وكان مجلس محافظة الأنبار تقدم بطلب الى «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات» في 11 آذار (مارس) الجاري لتأجيل الانتخابات المزمع اجراؤها في 20 نيسان (ابريل) المقبل بسبب الاعتصامات التي تشهدها المحافظة، فضلاً عن عمليات اغتيال مرشحين. وأعلنت المفوضية انها تنتظر التقرير الامني للبت في الموضوع، لكن مجلس الوزراء اعلن اول من امس تأجيل الانتخابات في محافظتي الأنبار ونينوى لمدة أقصاها ستة أشهر، مؤكداً أن «هذا الأمر جاء بناءً على طلب مجلس الأنبار والجهات الرسمية والكتل السياسية والأحزاب ووجهاء المحافظتين وتقديراً من الحكومة والقيادة العامة للقوات المسلحة لعدم ملاءمة الظروف الحالية». وقال النجيفي في بيان ان «الانتخاب حق كفله الدستور وليس بإمكان أي حكومة سلب هذا الحق من مصدر السلطات، وهو الشعب، تحت أي ظرف والشعب وحده يقرر ممارسة حقه أو عدم ممارسته». وأضاف ان «الحكومة مصرّة على ركوب العزة بالاثم من خلال استهانتها بالدم العراقي وبالإرادة العراقية وتجنح الى قرار سيئ في مقاصده وفي توقيته، ومبيت في اعلانه وتنفيذه، وهو تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في نينوى والأنبار بحجة الوضع الأمني فيهما»، لافتاً الى ان «الوقائع تؤكد ان بغداد تتعرض يومياً لحملة تهديم وتدمير منظمة تفوق في حجمها وقوتها ما تتعرض له هاتان المحافظتان». وزاد انه «قرار سيئ يعبر عن نية مبيتة لمحق ارادة شعبنا في محافظتي الانبار ونينوى، ومحاولة لمحاصرة رموزهما الوطنية التي أكدت ثباتها وإخلاصها». ووصف قرار التأجيل بأنه «تجريف لإرادة الشعب بجرافة ديكتاتورية وقصد مبيت لارتكاب مجزرة بالحقوق الدستورية لا تحمد عقباها، وننصح الحكومة بالعودة الى رشدها»، مشيراً إلى ان «ما يثير الانتباه والدهشة في بيان مجلس الوزراء تجاهله التام الرأي الأعم لأسباب سياسية وانتخابية وقد بنى قراره ورأيه على طلب القلة القليلة كذريعة». إلى ذلك، قال الناطق باسم المعتصمين في الأنبار الشيخ سعيد اللافي ان «من طلب تأجيل الانتخابات قلة مرتبطة بالحكومة وليس لها اي تأثير في الأنبار». وأضاف في تصريح الى «الحياة» أن «الجهات التي طالبت بتأجيل الانتخابات تداري فشلها السياسي وإفلاسها الجماهيري»، مؤكداً ان «محافظة الأنبار تشهد افضل ايامها وأكثرها استقراراً منذ انطلاق التظاهرات».