شنت صحف سورية هجوماً لاذعاً أمس على رئيس حكومة المعارضة غسان هيتو، معتبرة إياه «اميركياً من اصل سوري»، و «عُين» بدعم تركيا وقطر. وقالت صحيفة «الوطن» المقربة من نظام الرئيس السوري بشار الاسد: «بعد خلافات على المناصب استمرت شهوراً، نجحت جماعة «الإخوان المسلمين» مدعومة من العثمانيين (تركيا) وآل ثاني (العائلة الحاكمة في قطر) بتعيين الأميركي من اصل سوري غسان هيتو لرئاسة حكومة موقتة لإدارة ما يسمى بالمناطق المحررة التي لا يزال السوريون يجهلون مكانها». وأشارت الصحيفة إلى أن هيتو حظي «بأصوات الإخوان وأصوات مندوبي قطر وتركيا في ائتلاف الدوحة». وتابعت أنه «شخص تم إسقاطه بالمظلة ولا يعرف شيئاً عن سورية التي غادرها وعمره 17 عاماً هارباً من أداء واجبه الوطني في الخدمة العسكرية»، لينتقل إلى الولاياتالمتحدة، «حيث اقسم فيها على خدمة مصالحها والدفاع عنها، وهو يحمل جنسيتها». وكان هيتو انتخب فجر الثلثاء في اجتماع ل «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، المنعقد في إسطنبول، رئيساً لحكومة موقتة تستقر في الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. واعتبرت صحيفة «تشرين» الحكومية أن الاجتماع عقد «ليوزعوا الأدوار من جديد وفق الرؤية القطرية»، متسائلة: «كيف لا وهي المكلفة دفع فواتير السفر والإقامة في تلك الفنادق التي تفوح منها رائحة التآمر». أضافت الصحيفة أن «حكومة الائتلاف مولودة من خاصرة التآمر التركي-القطري التي لا تستطيع أن تفعل شيئاً إلا التغطية على ما يقوم به الإرهابيون فوق الأراضي السورية»، في إشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يعدهم النظام «إرهابيين» ويتهم دولاً عربية وغربية بتوفير دعم مالي ولوجستي لهم. واعتبرت «الوطن» أنه لم تمر ساعات على انتخاب رئيس الحكومة «حتى بدأت مساعي هيتو الهادفة إلى زيادة العنف في سورية وإطالة أمده وذلك عبر إعلانه رفض أي حوار لحل الأزمة بشكل سلمي ومطالبته بدعم المسلحين مالياً وعسكرياً». وكان هيتو قال في خطاب بعد ساعات من انتخابه «لا يمكن ايَّ قوة في العالم أن تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها (...) ونؤكد لشعبنا السوري العظيم أن لا حوار مع النظام الأسدي». ورغم تقديمه على انه «رجل التوافق» الذي يحظى باحترام الإسلاميين وقبول الليبراليين، لم ينل هيتو إجماع أعضاء الائتلاف الذين غادر بعضهم قاعة الاجتماع لدى بدء التصويت.