قالت مصادر في المعارضة السورية ل»الحياة» في لندن، إن رئيس الحكومة المكلف غسان هيتو سيزور حلب في الأيام المقبلة، وإنه يعتزم خلال شهر تشكيل حكومة تضم نحو عشر حقائب أساسية، بينها حقيبتا الدفاع والداخلية، وقد يترك وزارة الخارجية لرئيس «الائتلاف الوطني السوري» معاذ الخطيب. وكان «الائتلاف» انتخب هيتو رئيساً للحكومة بغالبية 35 صوتاً من اصل 49 شاركوا في الاقتراع، متغلباً على مرشحين آخرين، هما وزير الزراعة الأسبق أسعد مصطفى والخبير الاقتصادي أسامة القاضي. وعلمت «الحياة» أن هيتو حظي بدعم كتلتي «المجلس الوطني» والمجالس المحلية، (الإخوان) والأمين العام ل «الائتلاف» مصطفى صباغ، مقابل «تحفظ» من قبل «الإخوان» على مصطفى بسبب دوره بعد أحداث الثمانينات في حماة وسط سورية. وقالت مصادر ل»الحياة» إن «بين الأسباب الرئيسية التي تم على أساسها اختيار هيتو، أنه غير مسيس ولعب دوراً بارزاً في وحدة تنسيق الدعم الإنساني» التي كانت تعتبر قناة الدعم بين الدول المانحة و»الائتلاف». وكانت مصادر ديبلوماسية غربية قالت ل «الحياة» إن ديبلوماسيَين، بريطاني وفرنسي، عُينا مستشارين لدى «وحدة التنسيق». وأوضحت مصادر المعارضة السورية إن «التحدي الأول» الذي يواجه هيتو سيتمثل بزيارته إلى شمال سورية، على أن يتبعها ببدء عملية تشكيل حكومة موقتة، تضم حقائب الطاقة والصحة والتعليم والدفاع والداخلية والجمارك واللاجئين والمساعدات الإنسانية والإدارة المحلية والمصالحة، مع احتمال أن يكون وزير الدفاع «مدنياً يشرف على عمل هيئة الأركان» برئاسة اللواء سليم إدريس. وأشارت إلى أن الحكومة الموقتة ستعكس التركيبة الإثنية والمناطقية والدينية في سورية. وقالت «إن هيتو سيعمل من مكتب داخل الأراضي السورية وبالقرب من الحدود مع تركيا». ورأت المصادر أن «الائتلاف» يعمل بمطلب الجامعة العربية المتمثل بتشكيل «هيئة تنفيذية» لتسلم مقعد سورية في القمة العربية المقررة في الدوحة في 26 الشهر الجاري، وأن تشكيل الحكومة ليس شرطاً يسبق ذلك. وتوقعت أن يحضر الخطيب وهيتو القمة العربية، على أن ترفع القمة كتاباً إلى الأممالمتحدة لإعطاء مقعد سورية إلى «الائتلاف». وأملت ب «موقف إيجابي» في نيويورك «على أساس» أن 137 دولة في الأممالمتحدة اعترفت ب «الائتلاف»، مع إشارتها إلى أن بكين وموسكو «تضغطان ضد ذلك». وأوضحت المصادر أن «الائتلاف» سمى هيتو رئيساً لحكومة «موقتة» وليس «انتقالية»، لترك الباب مفتوحاً أمام تشكيل الحكومة الانتقالية ل»التفاوض» مع النظام «شرط أن تسفر المفاوضات عن تنحي النظام». وأشارت إلى أن الخطوة الأخيرة «تحظى بدعم عدد من الدول الإقليمية والكبرى». وفي إسطنبول (ا ف ب) أعلنت 12 شخصية بارزة على الأقل، تعليق عضويتها في «الائتلاف» احتجاجاً على اختيار هيتو. ومن بين تلك الشخصيات: سهير الأتاسي النائب الثاني لرئيس «الائتلاف»، ووليد البني المتحدث باسمه، كما جمد آخرون عضويتهم، من بينهم كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي واحمد العاصي الجربا، وتوقعت مصادر انشقاق عدد آخر من أعضاء الائتلاف. وقال اللبواني إن «الائتلاف هيئة غير منتخبة، لذلك فليس له الحق في اختيار رئيس وزراء على أساس حصوله على تصويت الغالبية. كان يجب أن يتم ذلك بالتوافق». وأضاف: «نحن أعضاء الائتلاف لم ننتخب لتمثيل السوريين، لذلك فإن هيتو لا يمثل سوى ال35 عضواً الذين صوتوا له. هذه الحكومة هي بمثابة هدية لنظام (الرئيس) بشار الأسد». وقال البني إن «القضية الأساسية هي توقيت التصويت والطريقة التي جرى بها. لقد دفع الائتلاف من اجل الحصول على الغالبية في مجموعة لم يتم انتخابها». وأضاف: «كل واحد منا لديه أسباب مختلفة لتجميد عضويته. وسنصدر بياناً يمثلنا جميعاً في الأيام المقبلة». وأعلنت الاتاسي قرارها على صفحتها على موقع «فايسبوك»، وقالت: «لأنني مواطنة سورية، فإنني أرفض أن أكون رعية أو زينة. أُعلن تجميد عضويتي في الائتلاف الوطني».