بدأت أحلام وآمال المرشح السعودي لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الدكتور حافظ المدلج تتلاشى يوماً بعد يوم في تولي رئاسة الاتحاد القاري بعد أن تغيرت نغمات «لعبة الانتخابات» وسط منافسة شرسة من بقية المرشحين العرب البحريني الشيخ سلمان آل خليفة والإماراتي يوسف السركال والتايلاندي واروي ماكودي. وتشرذمت «الحسابات» الآسيوية وسط خلاف بين المرشحين العرب وعدم قدرة المرشح السعودي حافظ المدلج على إقناع دول غرب آسيا كمرشح توافقي في منافسة ماكودي مرشح شرق آسيا الذي لقي دعماً كبيراً من دول «الآسيان». وظهر المرشح السعودي حافظ المدلج في أحاديث فضائية مُحبطاً على غير العادة بعد أن اكتشف حجم الهوة بينه وبين منافسيه، وتأكد أن الزج باسمه في معترك الانتخابات لم يكن قراراً ناتجاً من دقة تخطيط وقوة دعم، وإنما من أجل اغتنام فرصة الخلاف بين آل خليفة والسركال وخطف المنصب الحساس بأقل الخسائر على طريقة «مصائب قوم عند قوم فوائد»، وحتى يستطيع الاتحاد السعودي الخروج من «منزلق الإحراج» بمنح صوته لطرفي التنافس الخليجي. ويدرس المدلج فكرة الانسحاب في شكل رسمي قبل معترك الانتخابات في الثاني من أيار (مايو) المقبل، إذ يرى البعض أن حظوظه ليست الأبرز خصوصاً في حال عدم تلقيه الدعم الكافي من صناع القرار في الرياضة السعودية كما هو مقرر، إذ لا يبدو أن الوعود التي تلقاها موجودة على أرض الواقع. يأتي ذلك في مقابل الدعم الهائل الذي حظي به منافساه في الغرب الآسيوي آل خليفة والسركال والموازنات المالية الضخمة والطائرات الخاصة التي خصصت لحملاتهما الانتخابية ما جعلهما يتقدمان بمسافات شاسعة على المرشح السعودي وأحلامه الوردية التي لم تر النور. الرياضة السعودية عانت في الأشهر الماضية من أزمات مالية طاحنة، حتى إن الرئيس المنتخب أحمد عيد واتحاده الجديد تسلموا مهمتهم بديون مثقلة، كان أبرز مشاهدها الشرط الجزائي لمدرب المنتخب السابق الهولندي فرانك ريكارد البالغ 18 مليوناً والذي ظل معلقاً بين أطراف عدة، ووصل التأزم المالي لعقود بقية الأجهزة الفنية في المنتخبات الوطنية، ما تسبب في رحيل مدرب اللياقة عبداللطيف الحسيني لنادي الهلال بعد مكوثه ستة أشهر في المنتخب الأول من دون عقد أو راتب. وهنا يتساءل الرياضيون: كيف يجازف الاتحاد السعودي بمرشح في انتخابات قارية كبرى وهو يحتاج إلى عشرات الملايين لتمويل حملته الانتخابية في ظل كل هذه الديون والمعوقات المالية القائمة؟ ثمة أمر آخر لا يقل غرابة عن فكرة الترشح وهو النوايا السعودية التي بدأت تلوح في الأفق عن تضامن المدلج مع السركال لتقديم ورقة انسحاب تكتيكي من المرشح السعودي لمصلحة نظيره الإماراتي على أن ينال المدلج منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي بالتزكية. في المقابل، ترددت أنباء عن تحركات سرية يقوم بها رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد لمحاولة إقناع التايلاندي واروي ماكودي للانسحاب في يوم الانتخابات لمصلحة البحريني سلمان آل خليفة، ومنحه كامل أصوات دول الآسيان من أجل أن يكتسح السركال في المنافسة الآسيوية الشرسة. ويمتاز الفهد بحنكته الكبيرة وذكائه اللامحدود في لعبته المفضلة «الانتخابات» سواءً القارية منها أم الدولية، ويعتبره الكثيرون «العرّاب الحقيقي» للانتخابات في القارة الآسيوية، إذ يقوم حالياً بجولات مكوكية لجمع الأصوات لمصلحة البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة. وفي حال نجاح مخططات «آل خليفة - الفهد» فإن المرشح السعودي سيفقد فرصه كافة، ولن يطول «المنصب القيادي» ولا حتى «الدور الفاعل» في المرحلة المقبلة.