لندن، واشنطن، اسطنبول - «الحياة»، ا ف ب - اطلق مقاتلو المعارضة عددا من القذائف في شكل متزامن امس على مواقع عدة في وسط دمشق، بينها «قصر تشرين» الرئاسي والمربع الامني في كفرسوسة، اضافة الى قصف مطار دمشق الدولي بقذائف وصواريخ، في وقت تجددت الاشتباكات على الطريق بين العاصمة السورية والمطار. كما اقتحمت قوات النظام المدينة الجامعة في دمشق. في هذا الوقت كان «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة» يعقد اجتماعه المقرر في اسطنبول للبت في اعلان رئيس للحكومة الموقتة. وعلمت «الحياة» من مصدر واسع الاطلاع في المعارضة السورية «أن الخارجية الأميركية مارست ضغوطا قوية على أطراف عدة في المعارضة خلال الساعات الماضية لتأخير تشكيل الحكومة الموقتة، بينما عبرت دول خليجية عن دعمها لتحرك المعارضة في شأن تشكيل الحكومة». وأكد المصدر أن «المفاجأة التي رافقت هذه التفاعلات تكمن في اشارات أبلغتها تركيا ومصر لقيادات في الائتلاف دعت فيها الى التريث في اعلان حكومة الآن والاكتفاء بتشكيل هيئة تنفيذية». وفيما يتعلق باجتماعات «الائتلاف» في اسطنبول رجحت مصادر أن تشهد مواقف القوى تبدلاً. فقد دعا «اعلان دمشق» الى تأخير الحكومة والاكتفاء بتشكيل هيئة تنفيذية في المرحلة الحالية، كما ان «كتلة الديموقراطيين المستقلين» التي يقودها برهان غليون دعت الى الموقف نفسه. وعلم أن الغموض يكتنف موقف «الاخوان المسلمين» الذي يتأرجح بين دعم الحكومة أو الاكتفاء بالهيئة التنفيذية، وخلصت المصادر الى أن المرجح هو تمديد اجتماع الهيئة العامة ليوم اضافي قبل بت مسألة اختيار رئيس حكومة موقتة، وأكدت أن اطرافا عدة في «المجلس الوطني السوري» الذي يشكل الكتلة ألاكبر في الائتلاف يؤيد تشكيل حكومة موقتة. ويقوم الخلاف بين وجهتي نظر تشدد احداهما على ضرورة تشكيل هذه الحكومة لتلبية حاجات الناس في المناطق المحررة التي تمثل ثلثي الأراضي السورية، اما الرؤية الثانية فدعت الى تشكيل هيئة تنفيذية للتجاوب مع قرار الجامعة العربية بشغل «الائتلاف» مقعد سورية في الجامعة وتمثيلها في القمة العربية في الدوحة نهاية الشهر الحالي. وعلم أنه في حال التوافق على اختيار رئيس لحكومة موقتة فان المنافسة ستنحصر بين اربعة مرشحين هم أسعد مصطفى وزير الزراعة ومحافظ حماة سابقا ويعمل حاليا مستشارا في الصندوق العربي للتنمية في الكويت وهو نائب «التجمع الوطني الحر للعاملين في الدولة السورية» الذي شكل أخيرا في الدوحة ويرأسه رئيس الوزراء السابق المنشق رياض حجاب، اضافة الى الخبير الاقتصادي اسامة القاضي والاكاديمي غسان هيتو، وهو مهندس مقيم في اميركا، وسالم المسلط رئيس مجلس القبائل العربية سالم السملط. لكن المصادر قالت إن الأخير عضو في المكتب التنفيذي في «المجلس الوطني» وعضو في «الائتلاف» ولا يسمح النظام الداخلي في «المجلس» و»الائتلاف» لشاغلي المناصب القيادية في المعارضة بشغل مناصب وزارية. وطالب رئيس اركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم ادريس بحكومة موقتة تكون لها السلطة على جميع الاراضي السورية»، واضاف انه «بمجرد ان يتم الاتفاق على حكومة واعلانها، ستكون هي الحكومة الشرعية لجميع الاراضي في الجمهورية العربية السورية» اما حكومة بشار الاسد فهي حكومة احتلال لم تعد شرعية». وقال في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع «الائتلاف» في اسطنبول ان قواته مستعدة لتقديم «ضمانات» الى الدول الراغبة بتقديم اسلحة «بعدم وقوعها بين ايدي مجموعات متطرفة». في موازاة ذلك، اعلنت قيادة المنطقة الجنوبية في «المجلس العسكري في دمشق» ان «قوات المغاوير» استهدفت «المربع الامني في كفرسوسة وقصر تشرين الرئاسي ومطار دمشق الدولي بعدد من قذائف الهاون الثقيل عيار 120» وان القصف حقق «اصابات مباشرة». واضافت في بيان ان العملية «تمت في توقيت واحد ومن محاور عدة وبتنسيق مشترك بين كتائب والوية قوات المغاوير العامة في دمشق وريفها». وافادت مواقع الكترونية ان الطرقات قطعت بين «قصر تشرين» ومنطقة المزة، وان احدى القذائف اصابت مبنى وزارة التعليم العالي. واكدت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) سقوط خمس قذائف هاون في اماكن مختلفة في غرب دمشق. وقالت ان القذائف الخمس اطلقها «الارهابيون» من دون وقوع اي اصابات. ونقلت عن مصدر في الشرطة ان قذيفتين سقطتا فى محيط مشفى المواساة القريب من قصر تشرين الرئاسي بينما سقطت القذيفة الثالثة فى بساتين كيوان، وقذيفة في حديقة تشرين واخرى في الربوة، بالقرب من «قصر تشرين». الى ذلك، افادت مصادر المعارضة، ان قوات النظام السوري اقتحمت امس حرم المدينة الجامعية في حي المزة في دمشق، واعتقلت عدداً من الطلاب واعتدت على آخرين. وبث معارضون شريط فيديو يتضمن اطلاق صواريخ من مطار المزة العسكري قرب دمشق وتعرض مدينة داريا لعمليات قصف. وسجلت اشتباكات عنيفة في ادارة الحرب الإلكترونية ومؤسسة معامل الدفاع في البحدلية قرب مدينة السيدة زينب جنوب العاصمة. صاروخ اطلقته القوات النظامية من مطار المزة في اتجاه العاصمة أمس. (أ ب)