منحت الكنيست الإسرائيلية في جلسة خاصة أمس الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتانياهو، الثقة بغالبية مطلقة من النواب. وتضم الحكومة الجديدة، الثالثة والثلاثون في تاريخ إسرائيل والثالثة برئاسة نتانياهو، 21 وزيراً. كما انتخبت الكنيست بغالبية 97 نائباً النائب من «ليكود» يولي أدلشتاين، وهو من المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، رئيساً لها خلفاً لرؤوفين ريبلين الذي قرر نتانياهو إطاحته، وهو النائب الوحيد من «ليكود» الذي لم يتسلم اي منصب. وقال نتانياهو في كلمته الاحتفالية ان حكومته ستعمل من أجل مصلحة جميع مواطني إسرائيل، مضيفاً ان حكومته تجمع بين «التجربة» و «الجديد». وتابع أن منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية يحمل مسؤولية كبرى «لمصير الدولة اليهودية الواحدة والوحيدة، كما أن وجودنا هنا ليس بالصدفة». وأكد أن المنصب يتطلب منه الحفاظ على أمن إسرائيل «في وجه إيران التي تسارع في التسلح النووي والأسلحة الخطيرة التي تتسرب لأنظمة الإرهاب نتيجة تهاوي (الرئيس بشار) الأسد». وقال انه يتعين على الحكومة الجديدة أن «تتحلى بالجرأة لصدّ المخاطر، وبالحكمة لتقتنص الفرص»، مضيفاً أنه «يمد يده للسلام مع الشعب الفلسطيني»، وأنه «مستعد لتقديم التنازلات في مقابل سلام حقيقي». وألقت زعيمة «المعارضة» شيلي يحيموفتش خطاباً هاجمت فيه رؤساء الأحزاب الشريكة في الائتلاف الحكومي على عدم تفهمهم ضائقة الشعب «لأن قيادة هذه الحكومة هي متخومة وموفورة وغنية صعب عليها أن تفهم الضائقة ... رؤساء الأحزاب الأربعة الشريكة في الائتلاف هم من عائلات ميسورة الحال لم يقاتلوا في حياتهم من أجل لقمة العيش». وتوقعت أن تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في عهد الحكومة الجديدة. وأعلن زعيم «إسرائيل بيتنا»، شريك «ليكود» أفيغدور ليبرمان أن جميع نواب حزبه سيعارضون أي تجميد للبناء في المستوطنات «بعد أن رأينا أن التجميد لعشرة اشهر لم يأتِ بأي نتيجة». وأضاف أنه سيؤيد تقديم بادرات طيبة للفلسطينيين «لكن شرط أن لا تكون أحادية الجانب». واستبق النائب من «البيت اليهودي» اليميني المتطرف أوري أريئل توزيره رسمياً فأطلق تصريحات أكد فيها أن الحكومة الجديدة ستواصل نهج الحكومة السابقة لجهة توسيع الاستيطان (في الأراضي الفلسطينية المحتلة)، مضيفاً: «لا أرى سبباً لتغيير هذه السياسة»، وتابع أن البناء في الضفة الغربية «ليس الهدف الرئيس» بالنسبة الى خططه للاسكان. ورأى المعلق في الشؤون الحزبية في الإذاعة العامة حنان كريستال أن نتانياهو في خطابه أمام الكنيست أعلن عملياً رفضه حل الدولتين للشعبين، وتراجع بذلك عما قاله في خطاب «بار ايلان» قبل أربع سنوات. وأشار إلى أن زعيمة المعارضة لم تتناول هي أيضاً ملف المفاوضات مع الفلسطينيين بجدية، وكرست خطابها للقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تعني عموم الإسرائيليين.