وقعت مجموعة «آرباص» الأوروبية وشركة «ليون آر» الإندونيسية للطيران أمس عقداً لشراء 234 طائرة من طراز «أي 320» تتجاوز قيمتها 18 بليون يورو، ما يمثل أكبر عقد يوقع في تاريخ المجموعة والطيران المدني. ووُقع العقد، نظراً إلى أهميته، في قصر الإليزيه في فرنسا بحضور الرئيس فرنسوا هولاند والمدير التنفيذي للمجموعة فابريس بريجييه. ووصف هولاند العقد بأنه «تاريخي» لجهة حجمه، كما أنه يفتح مجالات جديدة لصناعة الطيران وللصناعات الأخرى في أوروبا وآسيا. ويكسر العقد سيطرة مجموعة «بوينغ» الأميركية على مبيعات الطائرات إلى الشركة الإندونيسية، كما يمثل حدثاً مهماً جداً لهولاند الذي تدهورت شعبيته إلى حوالى 34 في المئة في فرنسا بسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد وارتفاع عدد العاطلين من العمل. ارقام «مذهلة» وأضاف هولاند أن أرقام العقد «مذهلة ومشرفة للصناعة الأوروبية وتؤكد حيوية الصناعة الإندونيسية» مشيراً إلى أن صناعة الطائرات «يمكن أن تشكل نموذجاً للقطاعات الصناعية الأخرى لجهة قدرتها على ترتيب هيكليتها». وقد لا ينعكس هذا العقد مباشرة على سوق العمل في فرنسا، ولكنه على الأقل يسمح للعاملين في «آرباص»، التي تتخذ من مدينة تولوز (جنوبفرنسا) مقراً، الاطمئنان إلى مصيرهم في مواجهة خطط الصرف التي رفعت عدد العاطلين من العمل إلى أكثر من ثلاثة ملايين شخص. وتعد «آرباص» من أبرز دعائم الاقتصاد الفرنسي ويقدر عدد العاملين لديها ب24 ألف شخص، من بينهم 20 ألفاً في تولوز. ومن شأن العقد أن يؤجج التنافس التقليدي بين «آرباص» و «بوينغ» حول حصة كل منهما في سوق الطيران الدولي. ويأتي توقيع العقد مع «ليون آر» بعد عقد وقعته «آرباص» في 15 الجاري مع شركة «تركيش آرلاين» التركية لبيعها 117 طائرة من طراز «أي 320»، إضافة إلى العقد الموقع مع شركة «لوفتهنزا» الألمانية التي اشترت 100 طائرة من الطراز ذاته وطائرتين من طراز «أي 380».