قال مسؤولان في الاستخبارات الباكستانية إن طائرة أميركية من دون طيار قصفت موقعاً يعتقد أنه معسكر تدريب لمقاتلين متشددين شمال غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص في ثالث غارة من نوعها خلال ثلاثة أيام. وقال المسؤولان ل «رويترز»، إن الطائرة أطلقت ثلاثة صواريخ على المعسكر الواقع في منطقة شاوال في شمال وزيرستان بعد الظهر بقليل، وأشارا إلى ورود تقارير عن إصابة تسعة يعتقد أنهم من المتشددين. وأوقفت الولاياتالمتحدة الهجمات بطائرات من دون طيار في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، أثناء مفاوضات بين الحكومة الباكستانية وحركة «طالبان باكستان» لم تسفر عن أي تقدم. واستأنفت واشنطن الغارات في حزيران (يونيو) قبل أيام من إعلان الجيش الباكستاني بدء عملية عسكرية ضد «طالبان» وزادت من عدد الطلعات الجوية هذا الشهر. وقتل خمسة آخرون يشتبه بأنهم من المتشددين في غارة على منطقة شاوال الإثنين، كما قتل عدد مماثل في هجوم بالمنطقة ذاتها يوم الأحد الماضي. وتكثر الغابات والأحراش في وادي شاوال ذي الطبيعة الوعرة، والذي يعتقد أن الكثير من المتشددين الذين فروا من الحملة على «طالبان» لجأوا إليه. وتحتج الحكومة الباكستانية علناً على الضربات الأميركية، وتعتبرها خرقاً لسيادتها، غير أن الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف اعترف بأن إدارته وافقت على هذه الغارات خلال عهده. ونفت «طالبان باكستان» تقارير زعمت أنها اعلنت ولاءها ل «داعش»، مشيرة الى ان البيان الذي اصدرته السبت الماضي «أسيء فهمه». وقال الناطق باسمها شهيد الله شهيد الذي كان صرح بنفسه بأن «طالبان باكستان» ستعرض كل دعم ممكن على «داعش»: «هدف البيان الى إبداء الدعم لجميع الإسلاميين المتشددين الذين يقاتلون في سورية والعراق ضد المصالح الغربية». وزاد: «لم تنشر بعض وسائل الإعلام بياننا في شكل صحيح. لا ندعم أي جماعة محددة في سورية أو العراق اما ولاؤنا فهو لزعيم طالبان الأفغانية الملا محمد عمر، وجهادنا يستهدف نظام إسلام آباد». واستدرك: «إذا أمرنا الملا عمر نحن مستعدون لإرسال مجاهديننا الى سورية والعراق واليمن أو أي معركة في العالم». ويقول محللون ان «داعش» و»القاعدة» التي نفذت اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 على الولاياتالمتحدة تتنافسان لاجتذاب مقاتلين واموال. وقال سيف الله محسود، المسؤول في مركز بحوث مقره إسلام آباد: «من يحاول التحدث الى «داعش» في سورية بدلاً من الملا عمر لن يجد تعاطفاً كبيراً وسط طالبان». وكانت مصادر امنية باكستانية اعلنت مقتل 5 متشددين وجرح 8 في منطقة وادي شوال في إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). غوانتانامو على صعيد آخر، استمعت محكمة اميركية الى محامي ابو وائل دياب، المعتقل السوري في سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا الذي سُمح بترحيله عام 2009 لكنه لا يزال مسجوناً ويلجأ الى الإضراب عن الطعام ما يعرضه لإطعام قسري اعتبروه «مؤلماً ومهيناً». وتعتبر هذه القضية الأولى التي تحال على القضاء الفيديرالي حول ظروف الاعتقال في غوانتانامو والمعاملة فيه، منذ افتتاح السجن قبل 13 سنة. وقال المحامي اريك لويس للقاضية غلاديس كيسلر: «اضراب ابو دياب عن الطعام نداء انساني يعتبر وسيلته الوحيدة للاعتراض سلمياً على ظروف اعتقاله». ورد المدعي اندرو واردن بأن «الإطعام القسري عملية غير مؤلمة، وهي تنفذ لأن ابو دياب معروف بعصيانه، إذ يرفض الطعام بانتظام، ما يجعل الإجراء ضرورياً لتفادي وفاته». الى ذلك، قالت سوندرا كروسبي، خبيرة شؤون ضحايا التعذيب وأستاذة الطب في جامعة بوسطن، ان «دياب يعاني من مشاكل صحية، ويحتاج الى عكازات او كرسي متحرك للتنقل، وهو ما رفضت سلطات السجن توفيره في اجراء عقابي غير لائق، اذ لا يجوز حرمان شخص لديه صعوبة في السير من كرسي متحرك». وأشارت كروسبي الى ان دياب مستعد للتعاون مع وسيلة الإطعام اذا جرت بشكل «غير قسري»، علماً انه أخذ من زنزانته بالقوة نحو 1300 مرة، وجرى تقييده الى كرسي لإطعامه بالقوة. وأمرت القاضية كيسلر بإجراء محاكمة علنية، بخلاف ما طلبته الإدارة. كما طالبت الإدارة بنشر 28 شريط فيديو تظهر فيها عمليات اطعام قسري في السجن.