ما أن أُعلن عن زيارة الرئيس باراك أوباما للأراضي الفلسطينية وإسرائيل في 21 الشهر الجاري حتى اندلعت سلسلة معارك بين الفلسطينيين والإسرائيليين في شأن الزيارة، آخرها معركة تتعلق ب «جنسية» وجبات الطعام التي ستقدم له. ففي إسرائيل، أعلن أن الرئيس الأميركي سيتناول وجبة فطور على مائدة الرئيس شمعون بيريز مؤلفة من الحمص والفلافل وزيت الزيتون. ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية سلسلة تقارير عن هذا الفطور وعن الطاهي الشهير الذي سيعده واسمه ماغي تولي. وأثار الخبر ثائرة الفلسطينيين الذين هبّوا للدفاع عن أكثر الأكلات شعبية في فلسطين، الحمص والفلافل، التي تكاد لا تفارق موائد فطورهم، بفقرائهم وأغنيائهم. وبادر أحد الطهاة الفلسطينيين ويدعى غسان عبد الخالق إلى تقديم اقتراح إلى الرئيس محمود عباس لتقديم سلسلة أطباق فلسطينية لمأدبة غداء الرئيس أوباما في مقر الرئاسة في 22 الشهر الجاري. وشملت المأدبة المقترحة عدداً من أكثر الأطباق الفلسطينية شعبية مثل المسخن، والمفتول، وشوربة الفريكة، والمجدرة، والمقلوبة، والعَكّوب، وأقراص الزعتر البري والسبانخ. وشملت أيضاًُ التحلية، وهي الكنافة النابلسية الشهيرة في فلسطين وبلاد الشام. وبرع الطاهي عبد الخالق في إعداد أطباق فلسطينية دخلت كتاب «غينيس» للأرقام القياسية مثل أكبر صحن تبولة ورغيف مسخن. وقال عبد الخالق: «معروف أن الحمص والفلافل من الأكلات المشهورة تاريخياً، ليس في فلسطين فحسب، وإنما في سورية ولبنان والأردن، وسهولنا تنتج أجود أنواع الحمص في العالم، لكن إسرائيل التي سطت على الأرض، تريد أن تسطو على التراث والطعام». وأضاف: «كما تصدينا لإسرائيل في الدفاع عن الأرض، سنتصدى لها في الدفاع عن الطعام». وحفلت وسائل الإعلام الفلسطينية ومواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة بأخبار وتعليقات عما اطلق عليه «السطو الإسرائيلي» على الأكل الفلسطيني. واستضافت إذاعة «صوت فلسطين» رئيس اتحاد الكتاب مراد سوداني الذي تحدث عن سرقة إسرائيلية للتراث الفلسطيني الذي امتد ليشمل الآثار التاريخية والزي المطرز الذي قال إن مضيفات شركة الطيران الإسرائيلية (العال) يرتدينه، والطعام خصوصاً الحمص والفلافل. وشركة الطيران الإسرائيلية «العال» هي الشركة التي استولت على شركة طيران فلسطين «بالستاين ايرلاين» بعد إقامة الدولة العبرية على انقاض 78 في المئة من فلسطين الانتدابية عام 1948. وتألف أسطول الشركة الفلسطينية في ذلك الحين من ثلاث طائرات. وبدأت المعارك بين الفلسطينيين والإسرائيليين على القضايا التي سيطرحها أو لا يطرحها أوباما في زيارته. فالفلسطينيون يطالبونه بالعمل على وقف الاستيطان، وإطلاق الأسرى، خصوصاً أسرى ما قبل اتفاق أوسلو عام 1994. لكن بعد أن أكد الجانب الأميركي مراراً أن الرئيس قادم «للاستماع» و»الاستكشاف» و»تجديد الصداقات»، انتقلت المعركة إلى موضوع آخر هو الوقت الذي سيقضيه في كل جانب، إذ اتضح أن حصة الفلسطينيين من الزيارة 4 ساعات في رام الله و40 دقيقة في بيت لحم، في مقابل يومين في إسرائيل يزور خلالهما المتاحف مثل متحف ضحايا النازية، والمتحف الذي يضم «رقائق البحر الميت»، كما يزور قبر مؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون ورئيس الوزراء الراحل اسحق رابين، ويضع أكاليل الزهور عليهما. ويشمل برنامج زيارته لإسرائيل لقاء عدد من أبرز القادة السياسيين، بينهم زعيم حرب «يوجد مستقبل» يائير لبيد الذي سيتولى حقيبة المال في الحكومة الإسرائيلية الجديدة. وكان ناطق باسم الرئاسة الأميركية قال في البيان مساء أول من أمس إن «الرئيس أوباما يأمل بالعمل في شكل وثيق مع رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) والحكومة الجديدة من أجل التصدي للتحديات العديدة التي تواجهنا ودفع مصلحتنا المشتركة في السلام والأمن». وتابع أن «الرئيس ينوي تعزيز هذه العلاقات عندما سيتوجه إلى إسرائيل الأسبوع المقبل للالتقاء بالمسؤولين الإسرائيليين والتحادث مباشرة مع الشعب الإسرائيلي».