قرر لبنان الرد على رسالة وزارة الخارجية السورية الى الخارجية اللبنانية عن تسلل «مجموعات إرهابية مسلحة من الأراضي اللبنانية الى الأراضي السورية» مطالبة «الجهات اللبنانية المختصة بضبط الحدود»، بعد اتصالات جرت ليل أول من أمس بين رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي ومشاورات مع وزير الخارجية عدنان منصور. وحصلت «الحياة» على نسخة من الرسالة التي لم تتضمن في نصها تهديداً سورياً بقصف المناطق اللبنانية التي قالت إن المسلحين يتجمعون فيها، وتبين أن إشاعة الأنباء عن نية قصف الأراضي اللبنانية واكبت تسليم الرسالة، من قبل بعض القيادات اللبنانية الحليفة لدمشق من أجل تضخيم القضية، في وقت قالت مصادر أمنية وعسكرية ل «الحياة» إن الأوضاع على الحدود لم تشهد تغييراً مهماً منذ أكثر من أسبوع. وكرر الرئيس سليمان أمس من أبيدجان حيث يقوم بجولة على عدد من الدول الأفريقية، تأكيد «تكليف الجيش اللبناني قمع وتوقيف أي مسلح موجود بهدف المحاربة، سواء كان من المعارضة أم غيرها». ودعا سليمان الى «التمسك بإعلان بعبدا وألاّ نرسل المسلحين الى سورية ولا نستقبلهم». وبينما أكدت مصادر رسمية أن لا صحة للأنباء التي رافقت الإشاعات عن قصف سوري محتمل للبنان، بأن الجيش غادر بعض مواقعه الشمالية، قال الرئيس ميقاتي إن التوجهات أعطيت للجيش اللبناني لمعالجة الخروق (على الحدود) بالطرق المناسبة، بعدما كان تابع الوضع في الشمال مع قائد الجيش العماد جان قهوجي. وسرت إشاعات بعد ظهر أمس تناقلتها وسائل الإعلام عن استنفار للجيش السوري في المناطق الحدودية الشمالية ومنطقة العريضة، إضافة الى نصب مدافع، لكن المصادر الأمنية أكدت ل «الحياة» أن لا شيء غير عادي على الحدود. وكرر مصدر ديبلوماسي أميركي ل «الحياة» إدانة بلاده الخروق السورية للحدود مع لبنان، وقال إن «علينا وعلى المجتمع الدولي القيام بجهد قوي من أجل عزل لبنان عن الأزمة السورية ومنع امتدادها إليه». وأكد المصدر أن بيان مجلس الأمن الخميس الماضي يدل على أن الدول ال15 في المجلس تشاطر الولاياتالمتحدة قلقها من انعكاسات الأزمة السورية على لبنان. واعتبر أن تأكيد البيان حفظ الاستقرار في لبنان وحث الأطراف اللبنانيين على إجراء الانتخابات وفقاً للدستور «موقف مهم بنظرنا لأننا مختلفون مع روسيا والصين على الأزمة السورية لكن البيان يدل على توافق حول لبنان». وإذ كرر المصدر ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها لأن خلاف ذلك يبعث بإشارة سلبية الى الخارج، أكد أن التوافق على القانون هو شأن اللبنانيين. وأوضحت المصادر اللبنانية الحكومية أن لبنان سيسلّم رده على الرسالة التي تلقاها من السلطات السورية حول الوضع على الحدود الى السفارة السورية في بيروت وفق الأصول فور إعداده. واستبعدت مصادر لبنانية رسمية أن يلجأ الجانب السوري الى تخطي الحدود الرسمية ويدخل الأراضي اللبنانية، لأن تخطي الحدود سيزيد من حدة الموقف الدولي ضد النظام السوري، كما حصل مع الرئيس السابق للعراق صدام حسين. إلا أن مصادر سياسية بارزة وصفت الرسالة السورية الى لبنان في سياق ممارسة مزيد من الضغوط على لبنان في إطار الوضع الإقليمي الراهن، ولاستخدامه ساحة رسائل ضد التوجهات التي يمكن أن تتبلور خلال القمة العربية المنتظر عقدها في الدوحة بعد زهاء 10 أيام حيال النظام السوري. من جهة ثانية، أفاد التقرير الأسبوعي الذي تعده مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، بأن عدد النازحين المسجلين لدى المفوضية أو الذين أعلموا المفوضية بأنهم يرغبون في تسجيل اسمائهم، تجاوز 357 ألف نازح يتلقون الحماية والمساعدة من الأممالمتحدة والمنظمات الشريكة والحكومة اللبنانية. ومن أصل هذا العدد، هناك حوالى 225 الف نازح مسجلين لدى المفوضية، وأكثر من 131 الفاً من المقرر أن يتم تسجيلهم في أقرب وقت. وأشار التقرير الى أن المفوضية، عبر مراكزها الموجودة في مختلف المناطق اللبنانية سجلت الأسبوع الماضي أكثر من 12 ألف لاجئ، وتوزع مجمل اللاجئين كالآتي: شمال لبنان: 102.527، البقاع: 85.998، بيروت وجبل لبنان: 19.785 وجنوب لبنان: 17.399.