في علاقات الناس بعضهم ببعض، لم أجد أسهل مجهوداً، ولا أفعل تأثيراً في تملك القلوب من الإنصات. فعندما تشعر بالضيق من أمر ما، أو تكاد تطير فرحاً إلى من تتجه، فبالتأكيد ستجدك تتجه إلى من يحسن الإنصات إليك، حتى وإن اختلف الفارق السني أو الفكري أو العمري معه، فإنك ستفضله على غيره. تذكر أي تجربة أليمة أو سعيدة جداً... هل تذكر أنك استغرقت وقتاً طويلاً لمعرفة من تقولها له؟ بالتأكيد لا، فاسمه يأتيك بسرعة. بنظرة فاحصة على أصدقائنا الذين «نحبهم»، نجد أنهم يشتركون في صفة الإنصات إلينا، ولذلك نحبهم. وقد تجد من تحرص عليه أكثر من غيره من أصدقائك أو أقاربك، هو أكثرهم إنصاتاً لك. هذا ليس كل شيء، فبعضهم قد لا يكون مختصاً في الشأن الذي أتيت لسؤاله فيه، ومع ذلك تجدك حريصاً كل الحرص على أخذ رأيه، والاستئناس به... فالإنصات هو الأساس ولا شيء غيره. [email protected]