في الفترة الأخيرة كنت سائحاً من بلد إلى بلد ومتنقلاً من مطار إلى آخر. وخلال هذا التجوال الدولي كنت لا إرادياً أقارن بين المطارات التي أمر بها وخطوط الطيران التي أستخدمها. وأنا متأكد أن الكثير من زملائي القراء أثناء تنقلهم يفعلون نفس الشيء. ولذلك فسوف أعتمد عليهم لتصحيح معلوماتي إذا ما أخطأت. فهذا بالتأكيد سوف يساعد المسؤولين على اكتشاف النواقص وأوجه القصور للتخلص منها. ولنبدأ من بوابة الدخول إلى المطارات. فالمسافرين الذين يحملون أجهزة اتصال ذكية كالآيفون سوف يشعرون على الفور بنغماته المميزة منذ أن يتخطون تلك البوابات إلى الداخل. وهذا يعود إلى أن مطارات العالم أصبحت منذ فترة تقدم خدمة الواي فاي (Wi Fi) مجاناً. ولذلك أتساءل عن الأسباب التي تجعل مطار عاصمتنا يتخلف عن مسايرة الزمن في هذا المجال. فهذه الخدمة تقدمها الآن مطارات أقل أهمية وحجماً. فتوفير هذه الخدمة التي لا تكلف شيئاً يذكر من شأنها إعطاء المسافرين أحساسا بأنهم في منشأة عصرية لها أهميتها. الأمر الآخر هو خطوطنا التي نحبها ولكن لا نستطيع الاستفادة من خدماتها كما يجب. فهي لا تذهب إلى كثير من عواصم ومدن العالم. وهذا أمر يضطرنا إلى استخدام خطوط أخرى وتحمل عناء (الترانزيت) وتعبه. ففي خلال زيارتي الأخيرة لأذربيجان كانت الخطوط التركية والإماراتية والقطرية هي الناقل الرئيسي للوفود من أمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وأوروبا بشرقها وغربها. وأنا أستغرب هنا عن أسباب انكفاء السعودية وعدم نشر أجنحتها لتطير إلى الكثير من بلدان العالم. فالخطوط التي أشرت إليها للتو هي خطوط تجارية. وهذا يعني أن العملية مجدية اقتصادياً. إذاً فلماذا نحرم أنفسنا ونفسح المجال لغيرنا لجني الأرباح التي من الممكن أن نحصل عليها بدلاً عنهم؟ وأختتم المقال ببوابة الخروج التي يصطدم القادمون إلينا بعد تخطي عتباتها بتاكسي المطار. ففي السنوات الماضية كان هناك في مطار العاصمة موقف مخصص لسيارات الأجرة يذهب إليه هؤلاء من أجل الوصول إلى المدينة، حيث كانت الأسعار محددة ومعروفة. ولكن هذا كله قد تغير. ولا أدري ما السبب؟ فالقادمون الآن بعد خروجهم من المطار يرون أنفسهم محاصرين، كما لو أنهم في البطحاء، بجمهور من السائقين الذين يعرضون أسعارا على هواهم ومن دون أي ضوابط تذكر. بالفعل إن منظر القادمين إلينا يدعو للرثاء تحت إصرار سائقي التاكسي على سعر 150 ريالا لنقلهم إلى وسط العاصمة. ولذلك ترى بعضهم يضطر دون إرادته إلى ركوب سيارة الأجرة مع شخص آخر أو أكثر من أجل تقاسم الأعباء المالية معه. وأنا هنا لا أدري عن الجهة المسؤولة عن تنظيم هذه العملية. فالأمور لا تسير على ما يرام في هذا المجال. ولذلك فإني أدعو تلك الجهات للتدخل السريع وتصحيح الأوضاع المزرية. فالمطار هو بوابة البلد- وخصوصاً مطار العاصمة. فالانطباع الأول الذي يعطيه للقادمين، خصوصاً الجدد منهم، سوف يرسخ في ذاكرتهم لفترة طويلة. مثلهم مثلنا بالضبط عندما نسافر إلى البلدان الأخرى.