أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أمله في استئناف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي خلال العام الحالي، وقال خلال محادثات في موسكو أمس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الفلسطينيين يتطلعون لإقامة علاقات «شراكة استراتيجية» مع روسيا. فيما تعهد بوتين أن تواصل بلاده «بذل جهود لاستقرار الوضع المعقد جداً في الشرق الأوسط». وعقد الرئيسان أمس جلسة محادثات في موسكو تناولت ملف التسوية السلمية والعلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط وخصوصاً في سورية. وافتتح بوتين جلسة المحادثات بالتأكيد على أن «الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تبقى معقدة للغاية ونحن نأمل أن تتطور إيجابياً وسوف نواصل بذل كل ما بوسعنا من أجل ذلك». وعبر الرئيس الروسي عن ثقته بأن العلاقات الروسية – الفلسطينية تتطور إيجابياً، «وتستند إلى أساس تاريخي متين، وهذا من دون شك سيساعدنا في بناء علاقاتنا اليوم وفي المستقبل». من جهته أعرب عباس عن ارتياحه للتطور «المستمر في العلاقات مع روسيا». وقال إنها «تسير بنجاح ليس على المستوى السياسي فقط، بل وفي المجالات لاقتصادية والإنسانية والثقافية»، مشيراً إلى رغبة فلسطينية في الشروع بوضع التحضيرات اللازمة لإقامة «شراكة استراتيجية» مع روسيا في كل المجالات. وتطرق إلى جمود عملية السلام معرباً عن أمل في استئناف مفاوضات سلام بناءة مع الجانب الإسرائيلي خلال السنة الحالية». موضحاً أن «الأمل ليس كبيراً. ومع ذلك نأمل التوصل في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية على أساس مبدأ الدولتين». وقالت ل «الحياة» مصادر مطلعة إن الطرفين بحثا خلال المناقشات مبادرة موسكو لدعوة اللجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري للانعقاد خلال الفترة القريبة القادمة من أجل بحث سبل دفع عملية السلام. كما ركزا خلال المحادثات على مجالات توسيع التعاون الاقتصادي - التجاري، وأعرب الجانب الفلسطيني عن أمل باجتذاب استثمارات روسية إلى مشروعات في الأراضي الفلسطينية. وفي مؤتمر صحافي ختامي عقده الرئيسان قال بوتين إن الطرفين ناقشا الوضع في سورية، وأوضح: «بالطبع ناقشنا الوضع في المنطقة وفي العالم العربي بشكل عام، وناقشنا بالتفصيل الأحداث التي تتطور بصورة مأسوية في سورية». وتطرق إلى التعاون الثنائي مشيراً إلى أن «الحديث خلال محادثات اليوم دار عن التعميق اللاحق لتعاوننا التجاري الاقتصادي. واتفقنا مع الرئيس عباس على إعطاء تكليفات إضافية لهيئاتنا بتنشيط العلاقات التجارية الاقتصادية». وفي تكريم خاص قام بوتين بتقليد الرئيس الفلسطيني وسام الصداقة. وأشير في المرسوم الرئاسي الخاص بالمناسبة إلى أن عباس قُلد هذا الوسام «تقديراً لمساهمته الكبيرة في تعزيز العلاقات الروسية الفلسطينية وتطوير الصلات الاجتماعية والإنسانية الثنائية». وأشاد بوتين ب «القسط الكبير» الذي أسهم به محمود عباس شخصياً في هذا الاتجاه. وكان الكرملين استبق المحادثات بالتأكيد على «الأهمية الخاصة» لزيارة الرئيس الفلسطيني الحالية. وقال بيان أصدره الديوان الرئاسي إن أول زيارة يقوم بها الزعيم الفلسطيني إلى روسيا بعد اكتساب فلسطين صفة الدولة العضو المراقب في الأممالمتحدة لها أهمية خاصة. وزاد إن روسيا «تقوم تقليدياً بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني في شتى المجالات. وإنها أرسلت مراراً معونات إنسانية ومساعدة مالية بلغت 30 مليون دولار». مضيفاً أن روسيا ستدفع العام الحالي اشتراكاتها في موازنة وكالة الشرق الأوسط الأممية لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين وتنظيم عمل الوكالة، وذلك بمبلغ قدره مليوني دولار». وكانت مصادر فلسطينية أبلغت «الحياة» أن التحضيرات للزيارة كانت جارية على أساس أن تتم مباشرة بعد الزيارة التي ينوي الرئيس الأميركي باراك أوباما القيام بها إلى الشرق الأوسط، لكن الطرفين قربا موعدها من دون الإعلان عن سبب التقريب.