صادق مجلس الوزراء السوداني في جلسة استثنائية برئاسة الرئيس عمر البشير أمس على اتفاقات التعاون مع جنوب السودان واعتبرها خطوة نحو التكامل بين البلدين وأعطى أوامر إلى الشركات استعداداً لضخ خام نفط الجنوب عبر الشمال خلال يومين. وأكد البشير التزام حكومته الكامل «نصاً وروحاً» بما جاء في مصفوفة بروتوكولات التعاون التسعة الموقعة مع جنوب السودان، واعتبر أن الاتصال الهاتفي الذي جرى بينه وبين نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت هو اتفاق متبادل على النيات الصادقة والمخلصة تجاه ما ورد في الاتفاق. وقال كبير مفاوضي السودان إدريس عبدالقادر إن البشير أبدى التزامه الكامل بما ورد في الاتفاق وصولاً إلى بناء علاقات طبيعية بين البلدين تمكّنهما من تحقيق المصالح الاستراتيجية السياسية المشتركة، معرباً عن أمله في أن يحدث توقيع المصفوفة انتقالاً نوعياً لعلاقات البلدين من حال التعاون إلى التكامل. كما أعلن عبدالقادر عن اتفاقهم مع دولة جنوب السودان على معالجة الديون الخارجية المقدرة بما يزيد على 45 بليون دولار بنهاية العام بمناقشة شطبها مع الجهات المانحة في غضون عامين، أو اقتسامها بين البلدين. وأوضح أن طرفي التفاوض اتفقا على معالجة قضايا الديون، وأنهما سيعملان على بحث إعفائها مع الجهات المانحة خلال عامين. وتابع: «إذا لم يتم ذلك سيكون الخيار الوحيد اقتسام الديون بين البلدين بحسب المعايير الاقتصادية المعروفة». وكشف وزير الدولة للنفط فيصل حماد عبدالله أن وزارته ستصدر أوامر إلى الشركات استعداداً لضخ خام نفط دولة جنوب السودان عبر السودان خلال يومين، مؤكداً جاهزية البنية التحتية من محطات المعالجة والخط الناقل ومحطات الضخ وميناء الصادر لاستقبال نفط جنوب السودان. إلى ذلك، حمل مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع نافع في شدة على تحالف المعارضة واتهمه بالضلال وقال إنهم ينفذون أجندة الغرب والصهيونية التي تديرهم مثل «قطع الشطرنج». وقال إن المشروع الذي تديره المعارضة أقرته الصهيونية منذ خمسين عاماً. وقال نافع الذي كان يخاطب حشداً لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في ولاية القضارف في شرق البلاد إن المعارضة تتبنى معسكر للعلمانية والتبعية، وانتقد ادعاءاتها و «أسطوانتها المشروخة» التي «ظلّت تطلقها قوى اليسار والضلال في كل منازلة أن الانتخابات مضروبة ومزوّرة: وذلك بهدف «إخفاء عورتهم من الفشل». وأضاف نافع أن قدر الله «كشف التآمر الذي حاكوه في كمبالا»، في إشارة إلى وثيقة تحالف المعارضة مع المتمردين المسلحين. ووجّه رسالة إلى المعارضين قائلاً: «الذين يحلمون بزوال النظام الحاكم ليس لهم مكان بين أهل السودان وسينتظرون طويلاً يحملون أحقادهم وأطماعهم». وتابع: «ملككم أزلتموه بضلالكم وإن كنتم تظنون بأنكم ملوك للسودان فكل فرد في السودان حر ولا ولاء لشخص ولا لقبيلة... الولاء لله وحده». إلى ذلك، كشفت الأممالمتحدة عن وجود 4.3 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية في ولايات البلاد المختلفة غالبيتهم في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان. وأوضح تقرير مكتب المنسق المقيم للشؤون الإنسانية في السودان التابع للأمم المتحدة أن 3.4 مليون شخص في دارفور يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية في عام 2013 منهم 1.4 مليون شخص في مخيمات النازحين، بالإضافة إلى 695 ألف شخص تأثروا بشدة جراء النزاع الدائر في النيل الأزرق وجنوب كردفان. ونفى المفوض العام للعون الإنساني في حكومة السودان سليمان عبدالرحمن للصحافيين منع المنظمات الدولية من الوصول إلى المناطق المتأثرة بالصراع في النيل الأزرق وجنوب كردفان. وقال: «لا يوجد أي منع من الوصول إلى أي منطقة آمنة والأصل في خطة العام الحالي حرية الحركة والانتشار». وأضاف: «فقط الاستثناء في المناطق التي يتعرض فيها المنظمات وأفرادها للخطر ما يقع في مسؤولية الحكومة». وانتقد سليمان وصف الأوضاع في النيل الأزرق وجنوب كردفان بالمأسوية، مؤكداً: «لا توجد أزمة إنسانية في النيل الأزرق وجنوب كردفان». وقال: «الأزمة الإنسانية في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وليس في مناطق الحكومة».