أكد مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع أن موقف السودان في علاقته مع دولة جنوب السودان ينطلق من رؤية إستراتيجية، وأنه لن يتردد في التعاطي مع أي خطوة من شانها تسوية الخلافات. لكنه رأى أن دولة الجنوب لن تستجيب أي مبادرات توفيقية ما لم تبدّل مفاوضيها الحاليين الذين اتهمهم نافع بعدم الرغبة في التوصل لأي اتفاق مع السودان. وقال نافع في تصريح إن المجموعة التي تفاوض الخرطوم حالياً لتسوية القضايا العالقة تعتقد أن الاتفاق مع السودان ضد إستراتيجية دولة الجنوب في موضوع المصالحة مع الخرطوم، سيما وأنها تدعم الحركات المتمردة في جنوب كردفان النيل الأزرق ودارفور والقوى السياسية المعارضة في الشمال على رغم علم حكومة الجنوب أن «تلك القوى ضعيفة ولا تقوى على تحقيق هدفها» بتغيير حكومة الرئيس عمر البشير. وأكد نافع عقب لقائه وزير البيئة والتعاون الدولي النروجي اريك سولهاين أن الخرطوم رفضت الربط بين مؤتمر تركيا الخاص بدعم السودان والذي ترعاه اوسلو بطلب المجتمع الدولي بالسماح للمنظمات الإنسانية الدولية بالعمل في المناطق التي تسيطر عليها «الحركة الشعبية-شمال» في جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأشار إلى انتفاء المبررات لرهن المؤتمر بتلك القضايا وعدّها رسالة سلبية تشجع المتمردين على التمادي. أما إريك سولهاين، فقال في تصريح صحافي عقب اللقاء، إنه أطلع مساعد رئيس الجمهورية على ترتيبات بلاده ومساهمتها في المؤتمر الدولي لدعم السودان المزمع عقده في تركيا في آذار (مارس) المقبل. كما ناقشا مفاوضات دولتي السودان وجنوب السودان في شأن القضايا العالقة والعلاقات بين البلدين. في غضون ذلك (رويترز) تتواصل محنة عشرات آلاف اللاجئين الذين فروا من جبال النوبة في السودان هرباً من القتال بين قوات الحكومة السودانية والميليشيات والذي تفجر في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في حزيران (يونيو) العام الماضي. واللاجئة السودانية زينب موسى واحدة من بين 20 ألف لاجئ سوداني فروا إلى مركز الدمازين الانتقالي في إثيوبيا بحثاً عن الأمان. وكانت زينب وطفلاها يعيشون في قرية زوجها بولاية النيل الأزرق التي تعرضت لهجوم. وقالت زينب لتلفزيون «رويترز» إنها أصيبت بالذعر وشعرت بأنها دنت من الموت حين سمعت القصف وأصوات القنابل. وأخذت زينب التي فقدت ثلاثة من إخوانها في الهجوم طفليها ورحلت عن القرية والولاية كلها وساروا على الأقدام لمدة أربعة شهور بحثاً عن ملجأ. وأضافت أن الأمر كان في غاية الصعوبة بسبب الجبال وتسلقها. ويتدفق ما يقدر بنحو ألف لاجئ يومياً من أهالي جبال النوبة على جنوب السودان وإثيوبيا في أعقاب تفجر القتال في واحدة من النقاط الساخنة على طول الحدود بين السودان وجنوب السودان. ووجهت اتهامات للحكومة في الخرطوم بتعمد استهداف المدنيين في سعيها إلى القضاء على ميليشيا جنوب النوبة. وزُعم أن القوات الجوية السودانية تقصف مخيمات اللاجئين في ولاية أعالي النيل وولاية الوحدة بأراضي جنوب السودان الأمر الذي يفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل ويدفع المزيد من اللاجئين إلى الفرار. وحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من عدم وجود أغذية كافية في جنوب السودان لإطعام مئات آلاف اللاجئين والعائدين والنازحين داخلياً في أنحاء البلاد.