حلمت الفنانة اللبنانية لورا خليل بالغناء منذ صغرها، فوقفت وهي في سن الحادية عشرة أمام جمهور «صاخب» وغنّت للكبار متقاضية أجراً بلغ 10 دولارات. وهي لم تعتمد على صوتها القوي فقط، بل درست الموسيقى لتثقف نفسها فنياً وتتعلم أصول الغناء. قدّمت أعمالاً لاقت نجاحاً لافتاً ولم تغير الشهرة طبيعة حياتها. ولكنها مبتعدة منذ فترة عن الفن بعدما وضعت طفلها الثاني شربل. وتقول ل«الحياة»: «تضع المرأة طفلها، ومعه تولد من جديد، شعور بديع. ولدت طفلي الثاني ولادة طبيعية ونمت، وحين استيقظت كنت امرأة جديدة، تريد العودة إلى الحياة، وإلى العائلة والحب ومولودها الجديد بفرح». وتضيف: «حينما علمت بخبر حملي الثاني، عمّت السعادة قلوب زوجي وأفراد عائلتي، وبالطبع ابنتي رفقا-بيل التي كانت في انتظار شقيق يشاركها الحياة في العائلة»، مشيرة إلى أن حملها لم يزد وزنها «سوى كيلوغرامين، فقدتهما عقب الولادة». وعن نشاطها الفني أثناء فترة حملها تقول: «لم أستمتع باستراحة محارب، إذ سجلت صوتي على بعض الأغنيات، ولبّيت بعض طلبات الاستضافة في قنوات تلفزيونية، وأحييت حفلة في عيد الأضحى، لكنني لا أستطيع تجاهل الوضع الذي يمر به العالم العربي، سواء في سورية أو لبنان وغيرهما من الدول»، مبدية استغرابها هذا العدد الهائل من الحفلات في بلدها في ظل هذه الأوضاع. واستدركت أن «الفن كرسالة يمنحني القدرة على الاستمرار بطريقة صحيحة وفق رؤيتي وأفكاري، فأثناء فترة حملي راقبت الوضع الفني أيضاً... بعض الفنانين في صعود، وآخرون في هبوط، الأمر متفاوت بشكلٍ واضح». وأضافت أن «كل ما تمر به البلدان العربية يشعرني بالخوف على مستقبل أطفالنا. ولولا فسحة الأمل والدعاء بأن يتغير الحال لأصبنا بالاختناق». وبالسؤال عن فكرة الهجرة، قالت: «واردة، إذا بقيت الحال على ما هي عليه، لكنني لا أتمنى ذلك، بل أتمنى البقاء في حضن بلدي». وإذا كان البعض يرى أن خطوة الألف ميل نحو الشهرة تبدأ من مصر، فإن لورا خليل تقول: «زرت مصر أخيراً، وعلى رغم شيوع اسمي وبعض أغنياتي، فإن اسمي ليس ضارباً هناك ليعُرض عليّ فيلم أو عمل تلفزيوني. في أي حال، أفضّل البقاء في مجال الطرب، والاستمرار بجهد للوصول إلى نجاح أكبر. كما أنني لم أُطلب في السعودية، التي لا أعتقد أنني أتمتع بانتشار فيها، على عكس سورية والأردن وبعض البلدان العربية». ولفتت إلى أن تجربتها مع المطرب الإسباني فران ميرا «حققت نجاحاً في إسبانيا والمغرب ولدى الجاليات العربية، فيما ساهم عدم تصوير الأغنية فيديو كليب في ضعف انتشارها عربياً، لأنني وددت التريث قليلاً الى حين الوضع، نتيجة التغيرات الهرمونية التي يحدثها الحمل في جسم المرأة». وأبدت رغبتها في العودة إلى شركة روتانا، «لأنني أظل ابنتها»، لافتة إلى أنها «بادرت بالاتصال بشخص في روتانا لكن عدم توافر الموازنة أوقف التعاون على رغم جهوز ألبومي». وعلقت على نجاح زميلتها هيفاء وهبي داخل «روتانا» وخارجها بالقول: «عملت هيفاء بجدية لتحقيق ما وصلت اليه. وحاولت كثيرات تقليدها، إلا أنهن فشلن، وأنا أعتز بصداقتها». وتقول لورا، الحاصلة على شهادة البكالوريوس في الموسيقى، إن «الفن لم يأخذ من حياتي العلمية الخاصة، إذ تخرجت، بل تابعت كثيراً من الدروس الأخرى، وكافحت الفقر الذي كانت تعيشه أسرتي المكونة من 13 فرداً، وساعدت إخوتي في إكمال الدراسة. وكثيراً ما قررت التوقف عن الفن، لكن نظرتي إلى الحياة تغيرت الآن بعد أن استوعبت بعمق رسالة الفن التي لا يفهمها البعض. الظروف الصعبة التي مررت بها علمتني الكثير، وبت أنضج وأكثر معرفة وتواضعاً». وعن جديدها تقول: «سأنتهي الأسبوع المقبل من ديو غنائي. وسأقدم مع المطرب وسام عملاً ضخماً سيكون مفاجأة كبيرة للناس. وسنطل من خلاله عبر كثير من البرامج. لكن الأمر في حاجة إلى دعم كبير. كما انتهيت من أغنية «المهاجر»، وسأصورها فيديو كليب مع المخرج فادي حداد قريباً».