بعد أن تمكنت وزارة الثقافة والإعلام ممثلة باللجنة المنظمة لمعرض الرياض الدولي للكتاب 2013، بالتعاون مع السلطات الأمنية من الحد من مظاهر الاحتساب وحالات الفوضى التي شهدها المعرض خلال الأعوام الماضية عبر ما عرف بظاهرة الاحتساب ضد معرض الكتاب، رصد قيام عدد من النساء أمس بتوزيع حلويات مغلفة بمطويات ورقية صغيرة، تحث على مقاطعة المعرض، والنصرة للدين، ومقاومة اتفاق «سيداو». وكانت المطويات الورقية ذات حجم صغير، وكتبت عليها عبارة «لدينك حق عليك»، إضافة إلى روابط هاشتاقات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تضمنت عناوين مثل «كلنا - محتسب»، و«الاحتساب في معرض الكتاب»، وغيرهما من العناوين. فيما تضمنت إحدى تلك المطويات عبارة «ما هو موقفك كمسلمة من اتفاق سيداو الإلحادي.. ابحثي اتفاق.. سيداو نورة السعد»، إذ كانت تلك المطوية الأكثر انتشاراً بين بقية المطويات، لاحتوائها على هاشتاق يحوي العبارة الواردة في المطوية. وقالت حصة الغانم، وهي معلمة متقاعدة زارت المعرض، ل«الحياة» إن هذا الأمر مسيء. وأضافت أن الدولة «لن تألو جهداً في الحفاظ على مسؤولياتها تجاه المجتمع الدولي، بتوقيعها الاتفاقات الدولية التي ترى أنها تناسب المجتمع». وأوضحت الغانم أن المملكة وقعت على اتفاق عدم التمييز العنصري ضد المرأة، «فلماذا هذا التدخل السافر من المحتسبات؟ وفي مكان مثل معرض الكتاب، الذي يدعو إلى الثقافة والحوار وليس إلى التطرف والاحتساب، فهنا ليس مجاله». وأشارت نوال الناصر، وهي من زوار المعرض، إلى استغرابها أمر هذه الحلوى. وقالت إنها أخذتها بحسن نية، «إلا أن الفتاة التي ناولتني إياها طلبت مني أن أقرأ ما هو مكتوب، فقرأته فإذا به هذا العبارة: الاحتساب في معرض الكتاب». وأضافت الناصر: «لا أعرف على ماذا يحتسبون، فالمعرض من أجمل الأماكن التي نلتقي فيها مع الكتاب الذي نزلت فيه أول آية قرآنية بكلمة اقرأ». فيما ترى نجود عسيري، وهي محامية جاءت زائرة، أن المعرض «صنع اسماً وسمعة جيدة، وينبغي ألا تمرر فيه هذه الأفكار المتطرفة». وأكدت مصادر مطلعة في إدارة معرض الكتاب ل«الحياة» عدم علاقة الإدارة بما تناولته تلك المطويات. وشددت على أن المطويات، التي تم إحضارها من بعض الزوار إلى اللجنة المشرفة على المعرض، إضافة إلى بعض النساء اللاتي وجدت بحوزتهن تلك المطويات تم تحويلهن إلى الجهات الأمنية المسؤولة الموجودة بمقر المعرض. وأشارت المصادر نفسها إلى أن الفتيات الأربع اللاتي تم التحفظ عليهن في مكتب إدارة المعرض، هن من طالبات كلية العلوم الصحية التابعة للحرس الوطني. ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه منافذ الدخول إلى مقر معرض الكتاب تشديدات أمنية، يتم من خلالها تفتيش الزوار للتأكد من عدم حملهم أي من الأشياء التي يمنع اصطحابها داخل المعرض، فيما خصصت ممرات لتفتيش النساء من منسوبات شرطة منطقة الرياض. وفي السياق نفسه، تناقل عدد من المواقع الإلكترونية المحسوبة على المحتسبين غير النظاميين، ممن لا يمثلون جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو الجهاز الحكومي المكلف رسمياً بممارسة الاحتساب، تناقلت في ما بينها أساليب وضوابط يجب اتباعها خلال ممارسة الاحتساب من أتباعهم، إذ ركزت تلك الضوابط في الاحتساب على المرأة المتبرجة، وورد فيها عدم الوقوف إلى المرأة المستهدفة بالإنكار عليها، ورفع الصوت بعبارات الاحتساب أمامها، مع مراعاة الرفق في الإنكار على النساء. فيما ذهبت تلك الضوابط بالدعوة للاستفادة من موقع الشيخ يوسف الأحمد، ومن أساليبه في الاحتساب، إذ كان الأحمد شكّل فريقاً من الاحتساب أحدث فوضى كبرى العام الماضي في الأيام الأولى لمعرض الكتاب 2012، ما دفع إلى تكثيف الوجود الأمني في الأيام المتبقية منه. وطالبت تلك الضوابط المحتسبين بأن يكونوا في الصفوف الأمامية خلال الندوات والمحاضرات الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب، وذلك بهدف إخافة المحاضر من خلال مشاهدته أعداداً كبيرة من المحتسبين، ما يجعله يتردد في طرح أفكاره، لتوقعه أن يواجه بالإنكار والاعتراض عبر المقاطعة لمحاضرته، أو من خلال المداخلات عقب المحاضرة عادة. يذكر أن عدد الموقوفات من النساء المشاركات في الاحتساب داخل معرض الكتاب بلغ 4 سيدات، وكانت إدارة المعرض اكتفت بالإجراءات النظامية عبر تحويلهن إلى مقر الشرطة بالمعرض.