«حارس حجر الجنة».. سفير «مفوض» بالتحدث بكل لغات العالم إلى من يقترب مما «يحرسه» من دون مترجم! لا يحمل «جوازاً ديبلوماسياً» ولا يملك طائرة خاصة، عيناه تعبُران به حدود الدول، وهو في مكانه، ولسانه يجمع قواميس اللغة، يحمل بيده حق «الفيتو» لإيقاف أي تجاوز لأنظمة المكان والزمان التي يملك حق تطبيق « دستورها» خلال تنصيبه «حارساً لحجر الجنة» مدة 60 دقيقة يومياً! عدسة «الحياة» وثقت لحظات مختلفة لأحد العاملين في فرقة «حارس حجر الجنة» بالحرم المكي، الذي أغرق الزحام بدلته في أطهر بقعة على وجه الأرض، يشاهد أمامه انحناء الراكعين، ويواجه تدافع الطائفين، بيده ينظم تقبيلهم للحجر الأسود، وبلسانه يتحدث بلهجات الدنيا كلها لتوجيههم. «حارس حجر الجنة» يقف كل يوم ساعة زمنية وهّاجة، ينال فيها شرفي المكان والزمان، متنقلاً خلالها بين أقطاب الكرة الأرضية، فهذه وجوه من مختلف أصقاع الدنيا، وتلك لغات لم تُسمع من قبل، يتعايش معها، ويتناغم مع همساتها. «حجر الجنة» أحد مسميات «الحجر الأسود» الذي يقع في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة المشرفة من الخارج، ويرتفع عن مستوى الأرض بمتر ونصف متر، ويعتبر بداية ونهاية مناسك الطواف. وقال قائد قوة أمن الحرم المكي اللواء يحيى الزهراني ل«الحياة»: «إن مهمة حراسة الحجر الأسود شرف خاص، وتوكل إلى عدد معين من الأفراد خلال المناوبة الواحدة، وبزمن لا يتجاوز الساعة الواحدة لكل منهم، بسبب ضرورة توافر التركيز العالي لمن يوجد في هذا المكان، ولما يتعرض له من إرهاق شديد بسبب الزحام، وتدافع الطائفين من حوله، للوصول إلى الحجر الأسود.