أطلقت الجزائر أمس، حملة عسكرية واسعة ضد تنظيم «جند الخلافة» الذي أعلن انضمامه إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) التي يتزعمها أبو بكر البغدادي الذي أعلن نفسه «خليفة»، وذلك بعد تغيير خطط التمشيط التي باشرتها قوات جزائرية على مرتفعات جبال «لالة خديجة» حيث أُعدم رهينة فرنسي. ولفتت مصادر أمنية إلى أن العمليات العسكرية ستشمل وسط وشرق البلاد، حيث يتواجد التنظيم، لمنعه من نقل نشاطه إلى مناطق جديدة من البلاد. وذكرت مصادر جزائرية أن وحدات خاصة وأخرى متخصصة بتفكيك الألغام وقوات مكافحة الإرهاب تساهم في العملية إلى جانب الجيش. وتشير المعطيات إلى وجود مخاوف لدى الجزائر من «التمدد السريع» لتنظيم «جند الخلافة» الذي ولِد في ظروف غامضة كفرع للدولة الإسلامية، بعد أن انشق عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، وكثف وجوده على الحدود مع تونس. وتشير المعطيات إلى نية التنظيم استقطاب مقاتلين أجانب عبر الحدود لتعزيز صفوفه، ما أجبر الجزائر على الإسراع في شنّ الحملة العسكرية كضربة استباقية. وفي هذا الشأن، ذكرت مصادر صحافية أن قوات برية وجوية ضخمة تشارك في العملية العسكرية التي تهدف لمنع هذه الجماعة من نقل نشاطها إلى مناطق جديدة وقطع طريق إمدادها بالسلاح والإرهابيين. وقررت هيئة أركان الجيش الجزائري شن عملية عسكرية كبيرة ضد جماعة «جند الخلافة» في 3 مناطق رئيسية هي الوسط والشرق، ورغم أن التقارير الأمنية تشير إلى أن الجماعة الإرهابية الجديدة المنشقة عن تنظيم «القاعدة» تتواجد حالياً في منطقة الوسط وبأعداد قليلة، إلا أن الضرورة العملياتية فرضت على الجيش نشر قوات كبيرة في مناطق عدة في الشرق على الحدود مع تونس، لمنع الجماعة الإرهابية الجديدة من الحصول على إمدادات بالسلاح أو احتمال وصول متطوعين أجانب وجزائريين إليها. وذكر مصدر أمني رفيع إن العملية العسكرية التي بدأت هي عبارة عن تكثيف العمل بالمخطط الأمني لمكافحة الإرهاب في مختلف المناطق المهددة بنشاط الجماعات الإرهابية، حيث رُفع عديد القوات التي تنفذ عمليات التمشيط العادية والكمائن الليلية والغارات بالطائرات المروحية. وتهدف الخطة الجزائرية أيضاً إلى اعتراض احتمال مد روابط بين «جند الخلافة» وتنظيم أنصار الشريعة في تونس، بعدما حض زعيمه أبو عياض، زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الجزائري عبد المالك دروكدال، على التحالف معهم والانضمام لتنظيم «الدولة الإسلامية». ودعا أبو عياض في تسجيل بُثّ على مواقع جهادية، زعيم القاعدة المغاربية، إلى تقديم المبايعة لأبي بكر البغدادي، متوعداً في الوقت نفسه بتوحيد صفوف أنصار الشريعة والقاعدة في المغرب الاسلامي، تحت راية «داعش». وكان أبو عياض بايع «داعش» الأسبوع الماضي، متوعداً بتحويل تونس إلى إمارة من إمارات «الدولة» في منطقة المغرب، بحيث يمتد التنظيم خارج دائرة سورية والعراق. في المقابل، تحدثت أنباء أخرى، عن أن عبد المالك درودكال قد يكون أمر أنصاره بتصفية أي تواجد لتنظيم «داعش» في المنطقة المغاربية، وأرسل مجموعات من مقاتليه نحو الجنوب التونسي، لمنع وصول أنصار داعش، الذين تقدر الاستخبارات التونسية عددهم بما بين 400 و500 عنصر.