يصفق العالم في الثامن من آذار (مارس) من كل عام محتفلاً ب «شقائق الرجال» منذ عام 1909م، حينما رفعت النساء الأميركيات من الطبقة الوسطى شعارات تطالب بحقوقهن السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، تأسياً مع شقائقهن من الرجال وتحقيقاً للإنصاف والمساواة. وبعد مرور أكثر من قرن على اليوم العالمي للمرأة، جاء «الربيع» الثامن من آذار (مارس) 2013 «الطلق يختال ضاحكاً» ل المرأة السعودية «حتى كاد أن يتكلما» لتصفق فيه قبل الرجل على ما حققته من مطالبها السياسية، من خلال دخولها مجلس الشورى هذا العام وللمرة الأولى في تاريخ المملكة، بحضور يشكل 20 في المئة من إجمالي مقاعد المجلس، وبعدد يصل إلى 30 سيدة. الثامن من آذار (مارس) عام 2013م لا يقتصر احتفال المرأة السعودية على دخولها مجلس الشورى فحسب، بل يتعدى ذلك إلى أن تحتفل باستطاعتها على إثبات قوتها من خلال رفع صوتها من منبر المظاهرات، الاعتصامات، والحملات الإعلامية عبر المواقع الإلكترونية ضد من يعرقل مسيرتها التعليمية أو الوظيفية، إلى أن وصل بها الحد إلى المطالبة بالإفراج عن سجناء اعتقلوا من دون محاكمة. الثامن من آذار (مارس) عام 2013 تحتفل المرأةالسعودية لتمكنها من إعادة ضمير تاء تأنيث «وزارة العمل» إليها، من خلال إدراجها في مجالات عدة والمتمثلة في العمل كاشيرات محاسبة، الدواجن، تغليف الزهور، تفعيل تأنيث محال اللوازم النسائية بشكل فعلي، والتي جاءت بعد أن طالبن بإتاحة الفرصة للمرأة السعودية أن تبيع لبنت جنسها من دون أي إحراج، إضافة إلى خلق فرص جديدة لعمل المرأة ضمن ضوابط الشريعة الإسلامية. الثامن من آذار (مارس) عام 2013 تحتفل المرأة السعودية لتصدر 15 سيدة سعوديَّة قائمة أقوى 100 امرأة عربيَّة لعام 2013، توزعت نشاطاتهن على المصارف، التمويل، العمل الحكومي، الثقافة، المجتمع، العلوم، الإعلام، والبناء والصناعة، كما تحتفل برفعها اسم المملكة في المحافل الدولية جراء ما حققته من إنجازات أضاءت نجومها سماء التقدم والتطور، إذ مثلت ثلاث سعوديات من مجالات مختلفة في فعاليات دولية خلال الشهر الجاري، وهن الدكتورة حياة سندي، الدكتورة ماجدة أبو راس، والطالبة نورة الحارثي.