نظم أعضاء في الجماعة الإسلامية في محافظتي أسيوط (جنوب مصر) وكفر الشيخ (في الدلتا) مسيرات في شوارع المدينة لتدشين «لجان شعبية» لحفظ الأمن بعد إضراب قطاعات في الشرطة، ما اعتبرته قوى معارضة إيذاناً بعودة «الجناح العسكري» للجماعة. وللجماعة الإسلامية نفوذ واسع في صعيد مصر الذي انطلقت منه وخاضت فيه معارك ضارية مع الشرطة في ثمانينات القرن الماضي، قبل أن تُجري مراجعات نبذت بموجها العنف، فخرج قادتها من السجون، لكنهم ظلوا متوارين قبل الثورة، وبعدها أُطلق باقي أعضاء الجماعة الذين رفضوا المراجعات، لينخرطوا في العمل السياسي عبر حزب «البناء والتنمية». وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كليبات لمسيرات نظمها أعضاء الجماعة الإسلامية في أسيوط بالدرجات النارية حاملين فيها أعلام الجماعة وحزبها وارتدى بعضهم سترة تُشبه زي أفراد شرطة المرور، وطافوا شوارع وميادين رئيسية في المحافظة، مرددين هتافات من بينها «الله أكبر ولله الحمد». وقال مسؤول الجماعة في أسيوط الشيخ طارق بدير في بيان إن الجماعة لن تتخلى عن أهالي المدينة «وستكون أرواحنا ودماؤنا فداء لهم، ولن ندخر وسعاً في استجلاب الأمن والاستقرار لأهالي أسيوط»، معتبراً أن نشاط الجماعة سيكون «عوناً لرجال الشرطة في تأمين البلاد››. وأوضح أن الجماعة تعمل على تكوين لجان شعبية لتأمين عموم المحافظة من خلال تقسيمها إلى أحياء. وكانت النيابة العامة دعت المواطنين إلى توقيف «المخربين» في حال إتيانهم أي جرائم في حال تلبس وتسليمهم للشرطة أو الجيش، ما أثار موجة عارمة من الانتقادات، إذ اعتبر البعض أن هذا الأمر دعوة ل «الاحتراب الأهلي» بسبب وجود اضطرابات في محافظات عدة سببها خلافات سياسية أو مطالب اقتصادية - اجتماعية. وقال القيادي في حركة «شباب 6 أبريل» محمد عادل في بيان إن مسيرات الجماعة الإسلامية بمثابة «عودة لظهور الجناح العسكري للجماعة علناً في وضح النهار بمباركة الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وغض طرف من النائب العام المعين». ولفت عادل إلى أن الدستور الجديد يحظر تشكيل مجموعات عسكرية أو مسلحة، ويجعل تشكيل قوات الشرطة والجيش فقط للدولة، ما يجعل تصرفات الجماعة الإسلامية خرقاً للدستور، يحتم مساءلة قادتها. وطالب عادل كل القوى الوطنية بوقفة حاسمة ضد «عودة ميليشات الجماعة الإسلامية ومحاولتها خرق القانون والدستور». ميدانياً، استمرت المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين على كورنيش النيل قرب ميدان التحرير في وسط القاهرة، ودارت معارك كر وفر بين الطرفين، استخدم فيها المتظاهرون الحجارة وقنابل المولوتوف، فيما ردت الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع. وأصيب عشرات المتظاهرين، وألقت الشرطة القبض على آخرين. وفي بورسعيد، بدت الأوضاع هادئة بعدما اختفت الشرطة تماماً من المدينة، وباتت في عهدة الجيش والأهالي، وعادت الدراسة نسبياً إلى مدارس المدنية التي كُسر فيها عصيان مدني استمر أسابيع عدة.