تسلّم الرئيس اللبناني ميشال سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا أمس، رسالة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سلّمها إليه سفير قطر لدى لبنان سعد المهندي، وتتضمن دعوة الى حضور القمة العربية التي تُعقد في الدوحة في 26 و27 آذار (مارس) الجاري. واطلع سليمان من وزير الخارجية عدنان منصور على أجواء اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لهذه القمة وموقفه المتعلق بالشأن السوري والتوصيات التي رفعها. وأشار سليمان الى ان مجلس الوزراء «اعتمد سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية وتم التوافق في شأنها في هيئة الحوار الوطني، لذلك فإن إعلان أي موقف أو اقتراح من قبل المسؤولين والوزراء وتحديداً وزير الخارجية في المحافل الدولية، يجب ان يعكس هذه السياسة من دون أي التباس، ويستوجب التشاور المسبق في شأنه مع رئيس الجمهورية الذي يتداول بدوره هذا الموضوع مع رئيس الحكومة». اما الوزير منصور فسأل عن «ماهية المخالفة الدستورية التي أرتكبها في القاهرة»، مشيراً الى «أنها على لسان منتقديه فقط»، ومستغربا «الضجيج الذي حصل لأن ما قاله هو وجهة نظر وليس قراراً سياسياً». وشدد منصور في حديث الى «صوت لبنان»، على أن «لبنان ملتزم سياسة النأي بالنفس، والقرار الأخير الذي اتخذته الجامعة العربية عبر إعطاء مقعد سورية للمعارضة نأى لبنان بنفسه عنه ولو أنه يحمل خطورة كبيرة على لبنان». ورفض الإفصاح عن مضمون الرسالة التي تلقاها من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. ورأى وزير الأشغال غازي العريضي من جانبه، «ان موقف وزير الخارجية لم يكن لمصلحة لبنان على مستوى الحكومة ولا على مستوى العلاقات مع الدول العربية، من حقك ان تعبر بشكل حضاري لكن مع ضمان مصلحة اللبنانيين، الشجاعة ليست في التهور والتسرع، بل في تقدير مصلحة الجماعة»، لافتاً الى ان «منصور عرّض مصلحة اللبنانيين للخطر، لذا لا بد من العودة الى النأي بالنفس وعدم التدخل بالموضوع السوري». وعن إقالة منصور، أجاب: «الرئيس ميقاتي هو الذي يقرّر وأقول لا بد من وضع حد لهذه الحالة وأستبعد اقالته، والعلاج يكون بعدم اطلاق هكذا مواقف والتمسك بالنأي بالنفس». وأكد العريضي في حديثٍ الى إذاعة «الشرق»، أهمية العلاقة مع الدول الخليجية، قائلاً: «العلاقة السياسية الانسانية والاجتماعية لا تلغى بمزاج، أو سوء تدبير، فهذه الدول لها الدور الأكبر التاريخي في مساعدة لبنان». واشار الى ان «لبعض يسعى في طريقة تصرّفه الى إشعال الفتنة، خلافاً للتوجه العام في الخارج»، منتقداً تدخل الأطراف اللبنانية بالشأن السوري، «لأن اللعب بالنار السورية اكبر من لبنان»، ومؤكداً أن هناك «فريقين تدخلا في سورية، وهذا خطأ». واعتبر عضو «كتلة المستقبل» النيابية جان أوغاسابيان ان مواقف منصور «أدت وتؤدي إلى انقسامات داخلية وتعبئة مذهبية وإدخال لبنان في صلب المعارك الحاصلة في سورية. وفي وقت كنا نطالب بخروج الجيش السوري في لبنان بتنا نطالب بخروج «حزب الله» من سورية، فالحزب يحاول توريط لبنان في مستنقع الأزمة السورية». ولفت الى أن «رئيس الحكومة موجود في الإقامة الجبرية، وهو مضطر للدفاع عن نفسه في العديد من المواقف». واعتبر أن «كلام ميقاتي عن أن كلام منصور لا يمثل موقف الحكومة لا يلغي المفاعيل السياسية لكلام وزير الخارجية، والمطلوب إرسال كتاب رسمي للجامعة العربية لسحب كلام منصور واستبداله بآخر». وفي المقابل رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» ميشال موسى أن «موقف وزير الخارجية كان مجرد رأي ونصيحة، بخاصة أن منصور كان يسلم رئاسة الجامعة الدورية إلى دولة أخرى، وهو كان يحاول لفت النظر إلى أنه في حال تم تسليم المقعد المخصص لسورية إلى فريق آخر، قد يعقد الأزمة ويمنع الحل». وأشار إلى أن «الخطاب السياسي المرتفع والمتشنج حول القضية يصب في تحقيق غايات معينة»، معتبراً أن «هذا الأمر يدخل في إطار السجال السياسي، وما قاله منصور لا يحتاج إلى هذا الكم من السجال والصراع السياسي».