أصدرت الفنانة التونسية ناجحة جمال ألبوماً جديداً عنوانه «يا مغرور» بدعم من وزارة الثقافة، يتضمن أغنيات تعاونت فيها مع شعراء وملحنين تونسيين بينهم حسن شلبي وسمير والصحبي شعير ومحمد محمدي وبشير بن حميدة، فضلاً عن قصيدة «أحوالك» للشاعر الراحل حسونة قسومة وألحان ميلاد ملكي. وناجحة من الأصوات الجميلة والطربية التي تجيد اللون البدوي، وبقية الأشكال الغنائية، وأضافت تجربتها مع الفرقة الرشيدية، إحدى أهم المدارس الموسيقية في تاريخ تونس، إليها كثيراً على مستوى التكوين والتثقيف الموسيقي والتمكّن من أدوات الأداء فضلاً عن إحساسها. في رصيدها كثير من الأعمال والمشاركات الفنية، إلا أنها لم تحقق الشهرة التي تتماشى وإمكاناتها الصوتية. وتقول: «أمارس الفن منذ 15 سنة، ولم أشعر طوال هذه الفترة بأنني مقصرة في العطاء الفني، ومع ذلك يجب أن نعترف بأن السوق الفنية في تونس ضيقة جداً، وعلى رغم أنني درست الموسيقى العربية، إلا أنني غير قادرة على الاستمرار من دون فريق عمل متكامل». وتضيف: «كما أنّ الظروف المادية عادة ما تحول دون الوصول إلى الشهرة، لذلك بقيت خطواتي بطيئة نحو الانتشار الذي أرى أنني أستحقه سواء في تونس أو في الوطن العربي...». تبدو ناجحة غير راضية عن مسيرتها الفنية خصوصاً أنّها لم تحقق ما تصبو إليه، وتوضح: «لست راضية عن مسيرتي، لضعف الإمكانات المادية وغياب شركة إنتاج تتبنى أعمالي وتوزعها». إصرار على الوصول وتتنوع مواضيع أغاني الفنانة التونسية، إذ قدمت أعمالاً للحب والوطن والهجرة غير الشرعية، ومع ذلك فلا تكاد أغنياتها تمرّر في المحطات الإذاعية والتلفزيونية. ومن أعمالها البارزة «الحرقة» التي قدمتها في الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية وهي من كلمات الشاعر حسن شلبي وألحان سمير شعير وتتحدث عن الهجرة غير الشرعية أو رحلات الموت كما يسمّيها كثيرون في تونس. وتصوّر هذه الأغنية مشاعر أمّ خائفة ركب ابنها أمواجاً عاتية بحثاً عن أرض أخرى بعد أن ضاقت به أرض بلاده على اتساعها، وفي الأغنية صور شعرية رائعة على رغم مسحة الحزن والألم، ويقول مطلعها: «الله أدرى بحالي، يا روح روحي يا ضنايا الغالي، آش لز ولدي عَ البحر الغارق، وتقول راني حارق...». وعلى رغم أهمية الموضوع الذي يؤرق عدداً كبيراً من العائلات التونسية وتكامله على مستوى الكلمات واللحن والأداء، إلّا أنّ الأغنية لم تنل جائزة وقتها ولا يتمّ تداولها إعلامياً، ومع ذلك تقول ناجحة: «بدأت أفكر في شكل جديّ في تصوير العمل على طريقة الفيديو كليب لما فيه من مشاعر راقية وقوة في الأداء والتعبير». ومن بين الأغاني التي عرفت بها ناجحة، أغنية من التراث الجنوبي التونسي عنوانها «الرقراقي» أعاد توزيعها عدلان شقرون وهي من الأغنيات التراثية لمنطقة مارث في الجنوب الشرقي لتونس. ولا تخفي الفنانة الملتزمة أنّ الحنين أعادها إلى مدينتها الأم ووجدت «في هذه الأغنية مسحة حزن تعبّر عن مشاعرها كمواطنة تونسية في خضم ما نعيشه اليوم من توتّر سياسي واجتماعي...». وسبق لناجحة جمال أن أعادت تقديم بعض أغاني الفنانة ذكرى ولكنّها تصر على عدم مواصلة التجربة وتقول: «ذكرى رحمها الله فنانة قديرة وأغانيها رائعة ومميّزة، ولكنني لا أحب أن يرتبط اسمي بأغنياتها لأنني أحب نحت اسم ناجحة جمال بأغانيها الخاصة وترك بصمتي الخاصة أيضاً». وشاركت الفنانة التونسية في مهرجانات محلية عدة سعت من خلالها للاشتغال على الموروث الموسيقي التونسي، فضلاً عن تقديم أعمالها الخاصة ومنها «حنين»، «موال»، «المحفل» و «نجمات».